وهيبة • م في إطار فضاء "صدى الأقلام" وهو الموعد الذي يلتف حوله المنشغلين بالفعل المسرحي الجزائري أسبوعا بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي التقى أول أمس نخبة من أعضاء الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني ممن مازالوا على قيد الحياة وهم الفنانون الهادي رجب، طه العامري، محمد حليت، إبراهيم دري، جعفر باك، مصطفى سحنون، الطاهر بن أحمد، حيث تحول اللقاء إلى جلسة حميمية باح فيها هؤلاء بهواجسهم وذكرياتهم التي تمتد لأكثر من نصف قرن من الإيداع وخلال الجلسة التي أدارها عبد الرزاق بوكبة أكد الأستاذ إبراهيم نوال - مستشار بمؤسسة المسرح الوطني - أن وزارة الثقافة ستكرم يوم 3 جويلية القادم وفي حفل مميز أعضاء الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني عرفانا وتقديرا لدورهم في الحفاظ والتعريف بالهوية الثقافية الجزائرية بعناصرها خلال الثورة التحريرية وأشار أن الفرقة التي تأسست في مارس 1958 بتونس هي اللبنة الأساسية لإنشاء الحركة المسرحية الجزائرية . كما شكلت جولاتهم الفنية ببرامجهم الفنية الثرية عبر العديد من بقاع العالم تحديا للإستعمار الذي حاول طمس معالم الهوية الثقافية الجزائرية وعناصرها التراثية• استعرض الفنان القدير طه العامري ظروف تأسيس الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني بتونس عام 1958 وضمت 35 عضوا برئاسة الراحل مصطفى كاتب وتناول مساهمة الفن في تجلياته في مساندة الكفاح المسلح وأضاف أن الكثير يتساءلون عن أي دور للثقافة والفن خلال الثورة ليجيب أن الفرقة الفنية قدمت صورة بانورامية عن الشخصية والتقاليد الجزائرية مشيرا إلى الجولات التي قادت الفرقة نحو أوروبا الشرقية والإتحاد السوفياتي والدول العربية••• وتحدث المناضل الفنان طه العامري عن أول عرض بعنوان "لحن النور"، وعن النداء الذي وجهته القيادة لجمع كل الفنانين الجزائريين وتأسيس الفرقة مؤكدا أن أغلب الفنانين كانوا أعضاء في جيش التحرير . كما تناول معاناة وظروف العمل الصعبة للفرقة والمتعبة لكنها في ذات الوقت مميزة بما تمنحه للآخرين من صور الثقافة والفنون الشعبية الجزائرية وأضاف أن الفنان الراحل عبد الحليم رايمي يستحق لقب كاتب الثورة الجزائرية حيث قدم نصوص مسرحية وهي "أبناء القصبة"، "دم الأحرار"، "الخالدون" وهي بمثابة ثلاثية للكفاح الثوري في المدن والقرى والأجيال• من جهته إعتبر الفنان إبراهيم دري المسرح خلال الثورة سلاح للنضال مؤكدا على مساهمة المسرح الإذاعي في التوعية السياسية• وبصورة شاملة شرح الفنان محمد حاليت أهم الأعمال والجولات الفنية للفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني وهو عضو فيها منذ 1958 إلى غاية 1962 وما حققته العروض من تجاوب لدى الشعوب، كما ساهمت الفرقة حسبه في الحفاظ على الشخصية الوطنية وإذكاء الوعي الوطني في صفوف الجنود، الفنان القدير جعفر باك إسترجع شريط ذاكرته داخل الفرقة مؤكدا أنهم شكلوا أسرة واحدة تقاسمت ألم الرحيل بعيدا عن الوطن لمساندة الثورة مؤكدا أن الفرقة كانت تعمل بالموازاة مع الأداة الدبلوماسية، وأشار الفنان مصطفى سحنون في شهادته الدقيقة إلى دور الإذاعة والأناشيد الوطنية في مساندة الثورة معرجا على علاقة شاعر الثورة مفدي زكريا بالفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني الذي كان مستشارها وصديقها وطالما تابع نشاطاتها ووجهها، وأضاف أن الفرقة التي ما يزال 20 عضوا من مؤسسيها على قيد الحياة قدمت منذ 2007 ملفا للجهات المختصة لاعتمادها كمؤسسة تحمل إسم "مؤسسة الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني" لكنها لم تتلق الرد إلى اليوم•