قال المجاهد مصطفى سحنون، أحد قدامى أعضاء الفرقة الفنية لجبهة التحرير، إن مفدي زكريا "أغمي عليه بالقاهرة عندما طلب معرفة ثمن تلحين نشيد قسما" ليرد عليه الملحن المصري محمد فوزي "الملايين يا أستاذ زكريا" ولما استعاد قواه رد عليه الملحن مبتسما "هو هدية للملايين من الجزائريين" علما أن الشاعر الكبير مفدي زكريا لم يكن يجد ما يأكله بتونس مثلما، تذكر المجاهد سحنون متألما. أكد المتحدث في لقاء نظمته مديرية الثقافة لولاية تيبازة الأربعاء "بفيلا أنجالفي" أكد أن الأعمال الفنية والمسرحية للفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني كانت عملا دبلوماسيا أقلق فرنسا حيث قدمت عروضا غنائية وفولكلورية ومسرحية بدول عديدة مثل تونس، ليبيا ويوغسلافيا كلها وراء اعتراف الدول بالجزائر الثائرة.وكان أعضاء الفرقة الفنية من أمثال أحمد وهبي، الهادي رجب، جعفر باك، إضافة إلى فنانين مسرحيين كسيد علي كويرات، يحيى بن مبروك، علي بومنجل ومصطفى كاتب رئيس ومخرج مسرحيات الفرقة. والغريب حسب ذات المتحدث، فالأعضاء الأحياء كانوا منذ سنة قد أعادوا تأسيس الجمعية، غير أن وزارة الداخلية لم تعتمدها بل لم يستقبلوا من طرف مسؤولي الوزارة، رغم أن الهدف الأساسي للجمعية هو استرجاع الأرشيف المنتشر بكل العالم.ويتذكر مصطفى سحنون قائلا: "هناك نقطة سوداء تحيط بقصة النشيد الوطني" حيث "لم يُعتمد كنشيد وطني، بل ورُفض بعد الاستقلال وأُهمل ولم يكن أحد يستطيع الدفاع أو الحديث عنه، لأن أسنانه تطير" قالها مصطفى سحنون في حديث جانبي مع "الشروق". وفي حديثه عن المسرح، لخص الأستاذ رابية مسيرة الفرقة التي قدمت نصوصا قال عنها الصديق بن يحيى "الدبلوماسية الشعبية" مثل مسرحيات دم الأحرار، نحو النور، أبناء القصبة التي أخرجها مصطفى كاتب وعرضت في بلدان العالم، حيث حركت في الصين مظاهرات تدعو لاستقلال الجزائر، ودفعت بلدان يوغسلافيا وروسيا ومقدونيا إلى الوقوف مع الجزائر. ويتذكر مصطفى سحنون أن وردة الجزائرية آنذاك ساعدت فناني جبهة التحرير بالقاهرة، كما غنت فايدة كامل وكرم محمود ونجاح سلام بالمجان لثورة الجزائر، ليعترف في الأخير أن "نشيد قسما ورغم جمال لحن المرسياز إلا أنه أقوى ومثقل بالحب والثورة والسمو والقوة معا" ولكنه تأسف في الأخير، وفي دردشة مع "الشروق"، على "طريقة أداء التلاميذ لقسما في المدارس حيث يدفع الأساتذة التلاميذ للصياح بدل الغناء".