تعرفت على شخص أبدى لي رغبته في الزواج مني، وطلب أن أساعده أولاً على إصلاح حال إحدى الفتيات لتكون أكثر استقامة طبقاً لوصية خالها له قبل أن يموت، هل يجوز لي مهاتفة هذا الشاب تليفونياً؟ أوّلاً: بالنسبة لسعيك إلى إصلاح صاحبتك، هذا من الأعمال الصالحة، فأحسني النيّة واحتسبي الأجر عند الله، فقد تكونين سبباً في هدايتها، ويكون لك من الأجر مثل أجرها، من غير أن ينقص ذلك من أجرها شيئاً، فقد روى الشيخان وغيرهما عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أنّه سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ لعليّ: "وَاللَّهِ لأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ"• ثانياً: إذا كان الشاب الذي ذكرتِه في سؤالك جادّاً في رغبته الزواج منك، وهو ممّن يُرتضى خُلُقُه ودينه، فهذا خيرٌ ساقه الله إليك، فلا تضيّعيه، لأنّ في ردّ الأخيار فتحاً لباب الفتنة على مصراعيه• وإذا أردتما الزواج فإن الله يأمركم أن تأتوا البيوت من أبوابها، وباب النكاح هو أن يخطبك من وليّ أمرك، ثمّ يعقد عقداً مستوفياً للشروط الشرعيّة، فإن فَعَل ذلك، فلا بأس في أن تتصلي به أو تحدّثيه أو تقابليه• أمّا إن كان الأمر مجرّد كلام عبر الهاتف أو وعدٍ بالزواج تبرران به إقامة علاقة بينكما أو لقاءاتٍ بخلوةٍ أو بدون خلوةٍ فهذه أمور غير جائزةٍ•