يولي المجتمع الجزائري كغيره من المجتمعات اهتماما بالغا لأكذوبة افريل،التي يرجع رجال الدين أسباب انتشارها في بلادنا إلى الانفتاح لعالم العولمة عبر الفضائيات المختلفة من جهة ونقص الثقافة الدينية من جهة أخرى مما يجعلهم لقمة صائغة لمعظم المؤثرات، مخلفين بذلك عواقب لا يحمد عقباها. شدد الأستاذ يوسف بالمهدي ممثل عن وزارة الشؤون الدينية في اتصال لنا به عن الآثار الوخيمة التي يخلفها التقليد للأجنبي في عاداته وتقاليده وأعياده، جراء ماتمليه علينا مختلف الفضائيات، ونقص الوازع الديني أو الثقافة الإسلامية كما حذر من التجاوزات التي تحدث بسبب خدعة افريل من الناحية المادية والمعنوية، كالتبليغ مثلا عن وجود حريق أو قنبلة في مكان معين فيثير ذلك تحرك السلطات المعنية ليكتشفوا في آخر المطاف أنها مكيدة وإشاعة ليس لها وجود، وغالبا ما يتجه المواطنون إلى الكذب بغية المزاح والترفيه عن النفس، لذا فإن التربية السليمة والعقيدة الإسلامية كما يقول الأستاذ يوسف بالمهدي تنصح بعدم ربط الجد بالهزل عن طريق ربط الكذب بالمزاح وهو ما تدعو إليه كذبة افريل، وبالطبع هذا خلق خطر تربويا على الأفراد والمجتمع من خلال ما تشيعه من مفاهيم الترويع والتخويف ومن ثم الحقد والكراهية وقسوة القلب وسقوط المهابة وهذه كلها صفات مذمومة تربويا، وغير جائزة شرعا وكان للكاذب عاقبة غير حميدة في الدنيا وفي الآخرة. كما دعا ذات المتحدث إلى تكاثف جهود الجميع للتوعية بخطر الكذب والتحذير من عواقبه الوخيمة على الأفراد والمجتمعات،وعلى كل وسائل الإعلام أن توصل رسالة صادقة وواضحة للأسرة ولجميع قطاعات التربية والتعليم تبين للناس آثار الكذب ومخاطره الآنية والمستقبلية. وعن أصل هذه كلمة سمكة افريل أو أكذوبة افريل فقد تعددت الروايات والحكايات التي تروي عنها إلا أن معظمها تتفق أنها ترتبط بالتقويم الروماني الذي يعود إلى زمن بعيد جداً وذلك عندما جلس ملك فرنسا شارل التاسع على العرش عام 1560م، وفي عهده كثرت الاضطرابات والحروب والفوضى في البلاد، وذلك لأن شارل التاسع كان كاذباُ. وتاريخ الكذب يشير إلى أن عام 1560 كان معظم الناس غير متفقين على تقويم واحد للسنين والأشهر والأيام. وفي أول افريل من كل عام كان الغربيون يحتفلون بعيد رأس السنة ويتبادلون الهدايا والتهاني، فما كان من شارل التاسع إلا أن أصدر مرسوماُ ملكياً يقضي بنقل رأس السنة إلى الأول من كانون الثاني وكان الذين أيدوا التغيير يرسلون في أول افريل إلى معارفهم هدايا كاذبة، فيضعون لهم في علب جميلة قطعاُ من الحلوى الممزوجة بالملح والخل أو يرسلون إليهم رسائل من أشخاص وهميين وكان الهدف هو إغاظة المتمسكين بالتقويم القديم ومن هنا ولدت كذبة أول افريل وغزت العالم .