لسنا ندري إن كان الصانع الهندي "طاطا" يعلم أن منتوجه من حافلات تجاوزها الزمن وربما سحبت نهائيا من السوق الهندية ذاتها وعوضت بحافلات ومركبات جديدة لهذه "الماركة" التي تعرف تطورا ملحوظا من سنوات حتى أن مصالح الدرك الوطني فضلت التعامل معها تسبب في مقتل العديد من الأشخاص بالجزائر وأغلبهم بحي يعرف ب"سميحة" يتواجد بعاصمة الشرق قسنطينة..المؤكد اليوم أن "طاطا" صنعت وتصنع المآسي وسقوط الطفل البريء أمين نورالاسلام بعد خروجه من المدرسة القرآنية التي يدرس بها عشية الاحد الأخير كضحية عاشرة بمنطقة قيطوني عبد المالك "سميحة " يبرز حجم الكارثة ولعنة " طاطا"التي تم استيرادها منذ أزيد من 20 سنة وكل من ظل متشبتابها من اللاهثين وراء جمع الأموال وسائقين مجانين معظمهم من الشبان المسكونين بهوس المهلوسات والتعنتر وسكان أحياء بن شرقي وبوذراع صالح وقيطوني عبدالمالك الذين تعبر مسلكهم يوميا عشرات حافلات طاطا يؤكدون أن من يلج هذه الحافلات هو في الحقيقة إما من المجانين أو يبحث عن مشاكل بالنظر لسلوكات السائقين والقائمين عليها ..كلام بديئ، غناء صاخب ويخدش الحياء واكتظاظ لا مثيل له ورالي حافلات وسط طريق مهترئ ومن يبدي أي شكل من أشكال رفض هذه السلوكات ينذب يومه ويلقى مصيرا أقل أتعابه انزاله ومن معه عنوة ... منطقة قيطوني عبد المالك التي كانت تسمى إبان الحقبة الاستعمارية "رود بيانفي" بالنظر لجمالها ونظافة محيطها عانت الويلات مع هذا المنتوج الهندي الذي قتل أشرف وشراف وخديجة ومحمد وعزالدين من قبل وهذا الأسبوع الصغير نور الإسلام ولا حديث عن جرحى " طاطا" وكان في كل مرة يقطع الطريق ويطالب السكان بوقف نشاط حافلات الموت هذه ولكن يبقى وجودها أقوى من كل صوت كقوة نفوذ أصحابها الرافضين إلى رميها في سوق الخردوات وتغييرها بحافلات جديدة وإسناد أمور سياقتها لرجال عاقلين وليس لشبان طائشين وهو المطلب الذي عقد بشأنه أمس لقاء بين والي الولاية ومدير النقل ورئيس البلدية من جهة وأصحاب هذه الحافلات الملعونة التي سببت مآسي لعائلات وقتلت الكثير من أبناء "سميحة" وغيرها فمتى تنتهي مثل هذه المآسي وهل سيلتزم من يحوزون على طاطا بالتخلي عنها في ظرف شهر كما أقر ذلك في لقاء الثلاثاء ؟