مرت خمس سنوات على دخول القوات الأمريكية إلى العاصمة العراقية بغداد، وتذكرت المدينة "الحظارة" يوم الإطاحة بنظام الرئيس "صدام حسين"، وهي تتخبط في العنف والدمار والخراب، الذي حصد عددا مخيفا من الأرواح• خلت، أمس، شوارع العاصمة العراقية من الحركة، فحسب ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية، نقلا عن تقارير إعلامية، فقد كانت الطرقات خالية من السيارات والشاحنات، باستثناء تلك التابعة للقوات الأمنية، وزاد من سكون المدينة حظر التجول الذي فرضته السلطات• وأعلنت الحكومة العراقية من جانبها، أمس، يوم عطلة في البلاد، حيث أغلقت كافة الإدارات أبوابها، ورغم هذا الحظر، تحدثت أنباء صحفية عن سماع دوي انفجارات في المنطقة الخضراء ببغداد، ناجمة عن سقوط قذائف مورتر، دون أن تعرف ما إذا كان هناك إصابات أو أضرار• كما سمعت مكبرات الصوت تحذر السكان من الخروج، والاحتماء داخل منازلهم في آخر تطور أمني تشهده المنطقة الشديدة التحصين، لاحتضانها مقار الحكومة والسفارة الأمريكية، والكثير من الأجانب، والتي كانت استهدفت بهجمات مماثلة سابقا• وتعيش مدينة الصدر من جهتها الذكرى، وسط توتر شديد جراء الاشتباكات التي شهدتها المدينة خلال الأيام الماضية، بين قوات جيش المهدي من جهة، والجيشين العراقي والأمريكي من جهة أخرى• وخلفت الحرب في العراق على مدى السنوات الخمس خسائر فادحة في الأرواح حيث أظهرت إحصاءات مختلفة أن عدد الضحايا العراقيين من جرائها وجراء الهجمات والاضطرابات الناجمة عنها يتراوح ما بين عشرات الآلاف أو مئات الآلاف• كما خسرت الولاياتالمتحدة هي الأخرى ما يقارب ال 4000 جندي خلال الحرب، وولدت الحرب أزمة إنسانية يعيشها العراقيون، حسب ما أفاد به "جون هومز" نائب الأمين العام للشؤون الانسانية فى الأممالمتحدة قبل أيام، قائلا أن العراق يواجه "أزمة إنسانية خطيرة جدا"، حيث نزح 4•77 مليون عراقي من أصل 30 مليون نسمة إلى خارج البلاد جراء الحرب• ويعاني 4 ملايين عراقي من النقص فى المواد الغذائية، فيما لا يستطيع حوالي 60 فى المائة من المواطنين العراقيين شرب المياه الصحية، إضافة إلى أن ثلثهم لا يتمتعون بقدر أساسي من التأمينات الصحية• وتحل هذه الذكرى غداة تقديم استماع أعضاء الكونغرس الأمريكي، لايفادات لجنرال "ديفيد بترايوس" والسفير الأمريكى في بغداد "ريان كروكر" في الكونغرس، اللذان أوصيا بتعليق انسحاب القوات الأمريكية من العراق•