تقول جميلة فليسي قنديل في مقدمة الكتاب إن الفن التشكيلي في الجزائر بدأ يفرض نفسه في بداية القرن العشرين، وبعد ذلك تخرج عدد كبير من الفنانين من مدارس الفن والذين تمكنوا بعد عقود من الزمن من إنشاء مدرسة جزائرية في الفن. وأشارت المؤلفة إلى أن تيار "أوشام" الصوفي دعا لتوظيف الإرث الثقافي للأجداد في الأعمال الفنية، وأثر هذا التيار حسب المؤلفة على عدد كبير من الفنانين الذين وظفوا الرمز في أعمالهم الفنية، وظهرت بعد ذلك جماعة "اسباغين" في التسعينيات والذين طالبوا "باستقلالية الإبداع" واقترحوا عرض أعمالهم خارج الإطارات الرسمية. وتشير جميلة فليسي قنديل إلى أن الكثير من الفنانين الشباب سيهتمون بالفنون البصرية مستعملين تقنيات جديدة، فيها الكثير من الجرأة والفكاهة. وساهم البعض منهم في ابتكار رؤى جديدة، وانتشرت الجمعيات والجماعات الفنية إلى جانب أخرى كانت موجودة، فأدى ذلك حسب المؤلفة لمنح الشباب فرصة للاطلاع والاحتكاك في مجال الفن التشكيلي، الذي أصبح متنوعا بحسب المدارس والجماعات الفنية والتي كان لكل واحدة منها رؤيتها ونظرتها الخاصة للفن. يحوي القاموس 1977 فنان تشكيلي، اهتمت الباحثة بذكر بياناتهم الخاصة والمتعلقة بتاريخ ميلادهم، المدينة التي ولدوا فيها والمدارس التي تخرجوا منها وأهم الأعمال التي جسدوها في الفن، وهذا على غرار محمد وعمر راسم، فريد بن عية، محمد صالح حيون وآخرون. وأرفقت جميلة فليسي قنديل الكتاب بنماذج من أعمال بعض الفنانين، مما أضفى لمسة من الجمال والإبداع على الكتاب الذي صدر في حلة جميلة وراقية بالإضافة لثراء القاموس بالمعلومات الخاصة بكل فنان، وهذا رغم أن بعض الفنانين لم تتمكن المؤلفة من جمع الكثير من المعلومات حولهم وهو ما أشارت إليه في مقدمة الكتاب لتعذر الأمر عليها، والقاموس يعتبر مرجعا مهما للمهتمين بالفن من طلاب وصحفيين وأساتذة وهواة.