تقربنا إلى جماعة منهم، لنتكلم إلى "هاجر" ذات الثماني سنوات، سألناها هل سمعت من قبل بقضية اختطاف الأطفال، فأجابتنا "أجل أمي أخبرتني بقصة اختطاف الطفل "ياسين" وقتله ثم رميه بداخل بئر"، وأضافت "وقد شاهدت صورته بحديقة "التسلية ببن عكنون"، بعدها حذرتني أمي من التأخر خارج البيت عند عودتي من المدرسة والحديث إلى الغرباء"••، تركنا هاجر لنسأل "إيهاب" ذات ال 9 سنوات، فأكد لنا "أبي وأمي لا يمانعان خروجي إلى الشارع لألهو رفقة أصدقائي بكل حرية، خاصة في عطلة نهاية الأسبوع إلى غاية الساعة الثامنة مساءا، لكن أبي يتفقدني بين الحين والآخر"• ابتعدنا عن ابتدائية "سالم بوزناد" بحي "الرويسو" لنتجه إلى أحد الأسواق بشرق العاصمة وبالضبط إلى بلدية "الرويبة"، تقربنا من إحدى السيدات للاستفسار هل تملك أبناء، كانت تبدو في الأربعينات، وأجابتنا هذه الأخيرة " نعم لدي 3 أطفال كبيرهم لا يتعدى عمره العشر سنوات، ولم أجد يوما حرجا في خروجهم إلى شوارع الحي ليلهون رفقة أصدقائهم، ما دمنا نقيم بأحد الأحياء الشعبية، والكل يعرف بعضه البعض، فأنا لا أفكر في قضية الاختطاف أو ضياع أطفالي كونهم أذكياء ويعرفون جيدا المنطقة التي يقيمون بها رغم صغر سنهم"• وخلال استفسارنا من بعض النساء عن سبب إهمال الأطفال وعدم مبالاة أمهاتهم بمواعيد خروجهم أو عودتهم إلى منازلهم، أخبرتنا السيدة "ص•ت" "التزام ربات البيوت بالأشغال المنزلية قد يلهيهن عن أطفالهن، كما أن للمشاكل العائلية أثر كبير في إهمال الأطفال من طرف الأهل، والتي عادة ما تجبرهم على الخروج إلى الشوارع خوفا من نشوب أي شجار عائلي"، في حين أعاب السيد "ي•ع" على دور مسؤولي بعض المدارس والمؤسسات التعليمية، بحيث اخبرنا "المشكلة لا تقتصر على دور الأهل في الاهتمام بمواعيد أطفالهم، فأنا في الكثير من الأحيان أحرص على مرافقة طفلتي إلى الابتدائية، إلا أن المراقبين لا يحرصون على مراقبة التلاميذ عند غياب المعلمين والمعلمات، ولا يتوانوا عن إخراجهم مما يجبر الأطفال الصغار على العودة إلى منازلهم بمفردهم، أو انتظار أهلهم في الشوارع، مما قد يعرضهم على خطر الاختطاف، أو الضياع خاصة إذا كانوا يجهلون المسالك والمنطقة"• وفي خضم لامبالاة معظم العائلات الجزائرية، هناك عدد من الأولياء الذين اضطروا إلى تغيير مواعيدهم اليومية، وفق ما يتناسب مع توقيت التحاق ومغادرة أبنائهم لمقاعد الدراسة، حيث يتم إيصالهم إلى المدرسة ثم العودة لاصطحابهم إلى البيت، خوفا على سلامتهم وتعرضهم للاختطاف أو الاعتداء من طرف بعض العصابات، أو أشخاص منحرفين، وجدوا طريقة سهلة في الإيقاع بضحاياهم الأبرياء، بغرض ابتزاز عائلاتهم أو الاعتداء الجنسي عليهم، وقال لنا في هذا الصدد السيد "م•ط" "أنا وزوجتي نحرص يوميا على إيصال ابنتنا الوحيدة إلى المدرسة صباحا، قبل توجهنا إلى مكاتبنا خاصة وأننا نقيم بمنطقة منعزلة، وهو ما قد يعرض ابنتنا على خطر الاختطاف"، وأضاف "إهمال بعض العائلات لقضايا الاختطاف وشبكات الأشرار تجعل أطفالهم عرضة للاختفاء أو فريسة سهلة لشبكات سرقة الأطفال"•