ولتسليط الضوء على طبيعة الصعوبات التي تواجه الأشخاص الذين يعانون من المشاكل وطرق التكفل المعتمدة للتخفيف من هذه الضغوط، زارت الفجر مركز أنيس لاستقبال، استماع وتوجيه الشباب المعرض لخطر معنوي بباب الوادي• نبيل بن عبد الله هم هؤلاء الذين يعانون من هذه المشاكل ومساعدتهم الأساس الذي ينطلق منه المركز الواقع في أكبر حي شعبي بالجزائر من حيث الكثافة السكانية، وحسب السيدة مديرة المركز فإن هذا الأخير مفتوح لكل الأشخاص الذين يعانون من مشاكل وضغوط، وكشفت أن نسبة ستين بالمائة من الزوار من باب الوادي أما النسبة المتبقية فتأتي من الولايات الأخرى، حيث سجلت حالات من بومرداس، تيزى وزو، معسكر وباقي الولايات•• حيث يستقبل المركز خمسين حالة يوميا معظمهم من الشباب، هؤلاء يأتون للعلاج أو لطلب النصيحة أوالتوجيه، حيث يأتون بمحض إرادتهم وهناك من يأتي مصحوبا بوالديه خاصة الأطفال• الحوار هو الحل الأمثل وعن طريقة التكفل بهم أضافت السيدة أنه يتم استقبالهم والترحيب بهم بغية جعلهم يحسون بالراحة منذ الوهلة الأولى وإحداث أجواء التواصل والثقة بين الزائر وإطارات المركز، خاصة أن المركز يتوفر على الهدوء وويسائل الراحة، بعدها يدخل المربون في حوارات مباشرة معهم لتشخيص الحالة وحينما لا يستطيع المركز ضمان العلاج، يتم كتابة رسالة وإرسال الشخص إلى المختصين• وعن طبيعة الخدمات فهي مجانية، تضيف ذات المتحدثة• ومن جهة أخرى وضعت لجنة خاصة تتكفل بالإصغاء لمشاكل الأطفال ما بين 10 و15 سنوات وهذا أيام الاثنين، وكشفت السيدة المديرة أن الزوار يكثرون في فصل الصيف وشهر رمضان، بحكم الضغط الذي يتعرض إليه الأفراد في هذه الفترة، أما الأسباب التي تدفع بهؤلاء لزيارة المركز والحالات التي يستقبلها، فغالبا ما تكون حالات الخوف، القلق، الإدمان على المخدرات العنف في المنازل وغياب الحوار والاتصال داخل الأسرة• المخدرات•••آفة بدون حدود تقول الدكتورة مديرة المركز، إن الإدمان على المخدرات لا يقتصر على الشباب بل دخل الأوساط المدرسية وغير المدرسية، وأوقع في شباكه حتى المتزوجين والإناث، لكن المخدرات على صعيد آخر أصبحت ملجأ للهاربين من الضغوط الاجتماعية والمشاكل النفسية والعاطفية المرتبطة بمرحلة الطفولة، خاصة المراهقة وبعيدا عن هذا وتجسيدا لمقولة "•••عادة أصبحت عبادة •• "، وهذه العبارة تختصر في أن الإدمان يكون في كثير من الأحيان بدافع الفضول والاكتشاف، مشيرة إلى أن الفرد المدمن، يتعرض لضغط الجماعة، كما أن المخدرات بشتى أنواعها للأسف متوفرة، من هنا يبدأ الاستهلاك، إذ في البداية يكون لجلب المتعة، بعدها تتحول العادة إلى حاجة تولد التبعية وتدخل المستهلك عالم الإدمان، وهذا الأمر ينطبق على الإناث• كما الذكور وكشفت المديرة أن هنالك الكثير من الفتيات بحكم تأثرهن واحتكاكهن بالشبان يقعن فريسة للإدمان، حيث يتم استقبال العديد منهن من مختلف الأعمار يعانين من الإدمان وأضافت أن المركز نجح في مساعدة الكثيرات منهن• وتنصح الأستاذة الأولياء بمراقبة أطفالهم خاصة اذا ما لاحظوا هذه الأعراض التي يمكن أن ينتبه إليها كل الأولياء، وهي احمرار العينين، الإرهاق، الانطواء وخروج الطفل من المنزل وعودته متأخرا وسرقة المال وشدة الانفعال•• وغيرها• ومن جهة أخرى، نوهت المديرة بأن المركز يقوم بحملات تحسيسية وتوعوية تعاونا مع أمن دائرة باب الوادي والدرك الوطني، إلا أن هذا لا يكفى - حسبها - وشددت على ضرورة تضافر الجهود مع جميع المعنيين من أسرة، المدرسة، والمحيط خاصة وسائل الإعلام•• لأنها باختصار مسؤولية الجميع• للإشارة فإن المركز تأسس في ماي 1999 يضم طاقما من المختصين في علم النفس وعلم الاجتماع وطاقما إداريا نشط كلهم في خدمة الشباب المعرض لخطر معنوي•