اعتبر رئيس حركة الإصلاح الوطني "محمد بولحية"، أن رفض مجلس الدولة دعوى الاستئناف التي تقدم بها الرئيس السابق للحزب "عبد الله جاب الله"، ينهي الجدل بشكل كامل في قضية الحركة، التي أثرت عليها سلبا في الاستحقاقات وقزمتها وسط الساحة السياسية، بسبب النزاع القائم منذ أربع سنوات• وأوضح الأمين العام للحركة "جهيد يونسي"، أمس، في ندوة صحفية بالعاصمة، أن بقاء النزاع حول حركة الإصلاح الوطني كل هذه المدة على مستوى أروقة المحاكم، أثّر كثيرا على كيان الحركة، والنتيجة ظهرت جليا في تراجعها الفادح في الانتخابات المحلية والتشريعية السابقة، وأضاف إنه لذات السبب امتنع عدد من إطارات الحزب عن الالتحاق بجناح "محمد بولحية"، خوفا من أن لا تفصل العدالة لصالحهم• وفي السياق، دعا "يونسي" و"بولحية" إطارات الإصلاح الذين بقوا إلى جانب "عبد الله جاب الله"، إلى الالتحاق بالقيادة الجديدة، دون أن يواجهوا "خطر التهميش"• وقال "جهيد يونسي"، أن الحكم الصادر، أول أمس، من مجلس الدولة، والذي وضح الرؤى حول مصير حركة الإصلاح، يفتح المجال حاليا لتسوية قضية أخرى من مخلفات النزاع الذي عاشته الإصلاح سنوات، والمتمثلة في استرجاع عقارات الحركة، أموالها ووثائقها من رئيسها السابق "عبد الله جاب الله"، مؤكدا على رغبته في تسوية القضية بشكل ودي، وعدم الاضطرار إلى اللجوء إلى العدالة لمرة ثانية• وأشار المتحدث، إلى أن الممتلكات تخص أيضا الأموال التي سحبت من الرصيد البنكي للحركة والسيارات والمقر، ورفض "جهيد يونسي" التوسع أكثر في هذا الموضوع، امتناعا عن المساس بشخص الرئيس السابق للحزب• ورغم تأكيد كل من الأمين العام للإصلاح ورئيسها على دعوة الإطارات من جناح "جاب الله"، إلى الانضمام إلى القيادة الجديدة، إلا أنهم أكدوا على عدم تجاوز قرارات المؤتمر الأخير للحركة، والذي أقصى "جاب الله" نهائيا من الحزب وعدد من أتباعه، وتركوا الباب مفتوحا أمام المنافسة السياسية، إن تمكن "جاب الله" من تأسيس حزب جديد لمواصلة مساره السياسي• على صعيد آخر، أكد "جهيد يونسي" على اختيار القيادة الجديدة للحركة، التنسيق مع مختلف التيارات السياسية، وعدم حصر التعاون السياسي على مستوى التيار الإسلامي، ومد التنسيق إلى أحزاب السلطة والمعارضة على حد سواء خدمة لقضايا تهم الوطن، وذلك بعد التمكن من هيكلة حركة الإصلاح الوطني بشكل حقيقي في مختلف مناطق الوطن، حيث استحدثت بعض الهيئات، منها المجلس العلمي ومنتدى الحركة، وحتى فضاءات للعمل النسوي والشبيبة، وقال "يونسي" أن هذه المبادرات تهدف إلى عدم جعل الأحزاب الإسلامية تتهم بالعمومية في تعاطيها مع بعض القضايا•