أفادت مصادر موثوقة عن إقدام السلطات الدنماركية بطلب غلق سفارتها في الجزائر مؤقتا، بحجة خشيتها على سلامة ممثليها، على إثر إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول• وأوضح نفس المصدر، بأن الجزائر ستأخذ وقتها في الرد على هذا الطلب بما يوافق مصلحة البلدين• وبحسب مصدر دبلوماسي سابق رفض الكشف عن اسمه، فإن الجزائر ستتبع الإجراءات المنصوص عليها قبل الرد على طلب السلطات الدنماركية، من خلال دراسته بتأن، ومن ثم اتخاذ رد الفعل الذي يتناسب مع مكانة وموقع الجزائر في الساحة الدولية• وتساءل المصدر ذاته عن خلفية اتخاذ هذا القرار، خصوصا وأن الجزائر أثبت قدراتها على ضمان أمن وسلامة الدبلوماسيين الأجانب المقيمين على ترابها، كما بينت كفاءتها العالية في مكافحة الإرهاب والحفاظ على حياة مواطنيها• ولم يستبعد المتحدث ذاته أن تتخذ السلطات الجزائرية إجراء لا يقل من حيث الثقل والأهمية، عن الطلب الذي تقدمت به الدنمارك، وأن يكون يوازي من ناحية الشدة قرار الغلق• في حين تساءل متتبعون عن خلفية هذا الإجراء، خصوصا وأن سفارة الدنمارك في الجزائر لم يسبق وأن غلقت أبوابها حتى أثناء العشرية السوداء، كما أن الاحتجاج على الرسوم المسيئة للرسول لم يقتصر على الجزائر فقط، بل شملت كافة البلدان الإسلامية دون استثناء، ما يعني أن التهديدات التي يواجهها الدبلوماسيون الدنماركيون في الخارج، تمس مختلف سفاراتها• وكان موقع صحيفة "بوليتيكن" الدنماركية اليومية على شبكة الأنترنت أورد مؤخرا، بأن وزارة الخارجية الدنماركية قامت بنقل موظفي سفارتيها في الجزائر وأفغانستان، " إلى مبان تحيط بها تدابير أمنية مشددة، وإلى أماكن أخرى سرية، خوفا من تعرضهم لاعتداءات"• في حين قال المسؤول في الجهاز الإداري في وزارة الخارجية الدنماركية "إريك لورسن"، بأنه من واجب بلده توفير سلامة موظفيه، "بسبب التهديدات التي أضحت تسود هذين البلدين في الأسابيع الأخيرة"• نافيا إن كان يعلم موعد إعادة فتح السفارتين، لأن الأمور "مرتبطة بتطور الوضع"، وبحسبه فإن الوزارة الدنماركية أرسلت فريقا من الخبراء الأمنيين إلى العاصمة الجزائرية، "لتقويم استعدادات السفارة لمقاومة أي هجوم إرهابي•" ومن جهتها، أوردت أجهزة الاستخبارات الدنماركية، في تقرير صدر بداية الشهر الحالي، بأن التهديدات الإرهابية ضد المصالح الدنماركية تزايدت، بعد إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية من قبل 17 صحيفة دنماركية، بحجة دعم رسام هذا الكاريكاتور، "الذي كان معرضا للاغتيال• وقد صاحب إعادة نشر الرسوم المسيئة لشخص الرسول، موجة من الاحتجاجات العارمة عبر عديد البلدان الإسلامية، على جانب إطلاق حملات للدفاع وللتعريف بالرسول "ص"• وكانت وزارة الخارجية الدنماركية، أوصت رعاياها بتجنب الرحلات غير الضرورية إلى الجزائر العاصمة، وعدم التنقل في المناطق الأخرى من البلاد•