هذا ما حدث للسفارة الدانماركية بدمشق أعلنت السلطات الدنماركية، أمس الأربعاء، عن إخلاء سفارتها في الجزائر مؤقتا، ونقلت موظفيها إلى مكان "أكثر أمنا" لم يعلن عنه، على خلفية شكوك حول احتمال تعرض موظفي السفارة لاعتداءات إرهابية، بعد تأكيد معلومات استخباراتية وجود مخاطر أمنية تهدد حياة الموظفين، على خلفية إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية التي أساءت لشخص الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في عدد من الصحف الدنماركية مؤخرا. وشمل القرار إلى جانب الجزائر، سفارة الدنمارك في العاصمة الأفغانية كابول، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الدنماركية إريك لارسن "إن التهديد بلغ حدا من الجدية استوجب اتخاذ هذا القرار"، لحماية أرواح موظفي السفارتين من احتمال تعرضهم لأي طارئ غير محمود العواقب. ونفى الدبلوماسي الدنماركي أن تكون سفارة بلاده بالجزائر قد تم إغلاقها بصفة نهائية، مؤكدا بأن القرار لم يتعد نقل موظفي كل من سفارتي الجزائروكابول إلى بنايات وأمكنة آمنة وسرية، مشيرا إلى أن خارجية بلاده فضلت استثنائيا التعامل مع موظفي السفارتين بصفة عادية، عبر الهاتف والبريد الإلكتروني. ولم يشر إيريك لاورسن، إلى المدة التي سيقضيها الموظفون الدبلوماسيون في أماكنهم الجديدة، لكنه رهن الأمر بزوال أسباب اللاأمن"، علما أن قرار تغيير مقر إقامة وعمل موظفي سفارة الدنمارك بالجزائر، سبق الإعلان عنه بأكثر من أسبوعين، على عكس موظفي سفارة كوينهاغن بأفغانستان، الذين لم يتم ترحيلهم سوى أمس الأربعاء. وقالت اليومية الدنماركية "بوليتيكن" إن الوزير الدنماركي للشؤون الخارجية، قرر تغيير مكان إقامة وعمل الموظفين بالسفارتين، تحسبا لأي طارئ، ونقلت عن إيريك لاورسن قوله "إن على الخارجية الدنماركية توفير الأمن لموظفي سفاراتها في ظل التهديدات المتصاعدة"، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه تم إرسال مجموعة من الخبراء الأمنيين إلى الجزائر، بغرض تقييم مدى قدرة السفارات على مقاومة أي اعتداء إرهابي محتمل. وكان جهاز الاستخبارات الدنماركي (PET) قد أصدر تقريرا في العاشر من الشهر الجاري، أن المصالح الدنماركية "مهددة تهديدا خطيرا"، خصوصا في شمال إفريقيا والشرق الأوسط وباكستان وأفغانستان. وذكر هذا الجهاز أن مستوى التهديد قد ارتفع بعد أن أعاد عدد من الصحف الدنماركية في شهر فيفري الماضي، نشر الرسوم الكاريكاتورية الثلاثة عشر المسيئة للرسول الكريم، وذلك احتجاجا على ما قيل إنه خطة لاغتيال صاحب هذه الرسوم المسيئة. وسبق لكوبنهاغن أن دعت رعاياها إلى تفادي السفر إلى الجزائر، إلا في الحالات الضرورية. وللعلم، فإن نشر الرسوم المسيئة للإسلام، كان في سنة 2005، وخلف موجة غضب عارمة عمت بلدانا إسلامية عام 2006، انتهت بحرق عدد من السفارات الدنماركية في بلدان عربية وإسلامية.