سارعت إسرائيل إلى رفض عرض حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إعلان هدنة مدتها ستة أشهر في قطاع غزة مصحوبة برفع للحصار, واصفة إياه بأنه "خدعة تهدف إلى تمكين حماس من التعافي والاستعداد لمزيد من القتال وليس السلام". في المقابل قال محمود الزهار أحد قياديي حماس إن الحركة لا تبني مواقفها على أول رد إسرائيلي على مبادرة التهدئة المشروطة. وأكد في مؤتمر صحفي عند معبر رفح عقب وصوله من القاهرة، أن حماس تنتظر الرد الرسمي من قبل الجانب الإسرائيلي عبر الوسيط المصري. كما قال الزهار بعد اجتماع بالقاهرة مع مدير المخابرات المصرية عمر سليمان إن التهدئة يجب أن تتضمن نهاية للحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع. وقال أيضا "إذا رفعت إسرائيل الحصار وأعادت فتح المعابر كما اشترطت الحركة الإسلامية فهذا شيء جيد وإلا فسيكون لدى حماس خياراتها". وأضاف "عدونا هو إسرائيل وهدفنا كسر الحصار والتهدئة لن تكون بلا مقابل". وأعلن الزهار أن فصائل فلسطينية أخرى منها حركة الجهاد الإسلامي أعلنت موافقتها المبدئية على المقترحات, معتبرا أن "الكرة الآن في ملعب المحتل", مشددا على أن حماس مستعدة لكل الخيارات السياسية والعسكرية لإنهاء الحصار الإسرائيلي. وكانت حماس قد اقترحت يوم الخميس الماضي خلال محادثات مع وسطاء مصريين تهدئة لمدة ستة أشهر في قطاع غزة مع إمكانية تمديدها لتشمل الضفة الغربية. كما أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الشهر الماضي استعداده لوقف الهجمات على غزة إذا أوقفت حماس إطلاق الصواريخ. من جهة ثانية نقلت وكالة رويترز عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في ختام زيارة لواشنطن أن هناك فجوات قائمة فيما يتعلق بقضايا جوهرية في المحادثات مثل اللاجئين والحدود ومصير القدس. وقال عباس إنهم لم يتوصلوا إلى اتفاق بشأن أي من هذه القضايا, لكنه توقع أن يصبح ذلك ممكنا "إذا ما قدم الجانبان التنازلات الضرورية وإذا تبنت إسرائيل موقفا واقعيا". وأوضح أنه طلب من الرئيس الأمريكي جورج بوش أن يؤكد علنا مجددا موقفه المؤيد لإقامة دولة فلسطينية, مشيرا إلى "مخاوف من أن تعرض عليه إسرائيل أراضي أقل من التي احتلتها في حرب 1967". من ناحية أخرى أعلن السفير الفلسطيني في مصر نبيل عمرو أن محمود عباس سيصل ظهر السبت إلى القاهرة, لإجراء محادثات مع عدد من المسؤولين المصريين تمهيدا للقائه اليوم بالرئيس حسني مبارك.