أغلقت إدارة الاحتلال الإسرائيلي كل باب لإمكانية التوصل إلى هدنة بين حركة المقاومة الإسلامية وقوات الإحتلال في الأراضي الفلسطينية ووصفت كل مسعى في هذا الإتجاه ب"غير الجدي"· واعتبرت الحكومة الإسرائيلية أمس، الإقتراح الذي تقدمت به حركة حماس للدخول في هدنة مرحلية من ستة أشهر بغير الجدي والزعم أن حماس مازالت تستهدف الإسرائيليين ومازالت تواصل تسلحها·وقال مارك رغيف الناطق باسم حكومة الاحتلال أن الهدوء الذي تقترحه حركة حماس أشبه بهدوء قبل العاصفة، واشترط قبل ذلك إلتزام الحركة بوقف قصف الأهداف الإسرائيلية وكل عمليات تهريب السلاح· وأقفلت إدارة الاحتلال كل طريق أمام وقف الاقتتال الدائر في قطاع غزة إثر تصريحات أدلى بها محمود الزهار وزير الخارجية السابق في حكومة "حماس" بالعاصمة المصرية، وكشف من خلالها استعداد الحركة الدخول في وقف لإطلاق النار يتم تطبيقه في مرحلة أولى على قطاع غزة قبل أن يمتد سريان مفعوله بعد ستة أشهر إلى الضفة الغربية ولكن شريطة أن تلتزم إدارة الإحتلال برفع حصارها المفروض على قطاع غزة وفتح المعابر· وجاءت تصريحات العضو القيادي في حركة المقاومة الإسلامية بعد محادثات أجراها وفد فلسطيني مع رئيس جهاز المخابرات المصرية عمر سليمان، الذي لعب دور الوسيط بين الإسرائيليين والفلسطينيين لوضع ترتيبات عملية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة· وقد سلمت وجهة النظر الفلسطينية إلى رئيس المخابرات المصرية لنقلها إلى الطرف الإسرائيلي الذي ستستغل فترة الهدنة لتقوية شوكتها بالسلاح وتكثيف تدريبات عناصرها تحضيرا لمرحلة قادمة من المواجهة· وجاء مقترح الهدنة الذي تقدمت به حركة المقاومة في نفس اليوم الذي استقبل فيه الرئيس محمود عباس في الولاياتالمتحدة من طرف الرئيس جورج بوش وتم خلاله بحث حظوظ التوصل إلى اتفاق فلسطيني إسرائيلي يقضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة· ولكن تصريحات الرئيس بوش مباشرة بعد اللقاء أكدت أن هذا الأمل مازال معلقا عندما أشار إلى أنه سيركز كل جهده لتحديد ماهية الدولة الفلسطينية والتي يقبلها الطرفان·ويجعل مثل هذا الحديث إلى التشكيك في قدرة الرئيس الأمريكي في الإبقاء بتعهداته بإقامة هذه الدولة وهو مازال لم يحدد إطارها، ثمانية أشهر قبل رحيله عن البيت الأبيض·