توجه ممثلو الفصائل امس إلى المصرية، للقاء القيادة المصرية حول التهدئة المحتملة في قطاع غزة، رغم معارضة إسرائيل لها قولا وفعلا. وكان الرد الإسرائيلي على التهدئة قد جاء بعد يومين فقط، عندما قتلت صباح اليوم ستة فلسطينيين بينهم إمرأة وطفلتيها، خلال إجتياح لقوات إسرائيلية مدعومة بالطائرات والاليات العسكرية لبيت حانون شمالي قطاع غزة. وكانت حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية قد عقدوا إجتماعاً مساء أمس لبحث ما سيجري في القاهرة، والخروج بموقف موحد من التهدئة التي طرحتها القيادة المصرية بين إسرائيل والفلسطينيين، ووافقت عليها حركة حماس متمثلة بالدكتور محمود الزهار القيادي في حماس قبل ثلاثة أيام في القاهرة. من جانبه، أكد إبراهيم أبو النجا القيادي في حركة فتح في قطاع غزة، أن حركته لن تشارك في اجتماعات الفصائل الفلسطينية مع القيادة المصرية في القاهرة. وأوضح أبو النجا في أن موقف الحركة "معروف جيداً للمصريين من موضوع التهدئة، فنحن أصحاب المبادرة التي طرحها الرئيس محمود عباس بشأن التهدئة وسلمها للفصائل عدة مرات، وكانت أفضل في الصياغة والمضمون من الصيغة المطروحة". وقال "إن مبادرة الرئيس عباس كانت تشترط بوضوح وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية من مطاردات واعتقالات واقتحامات وقصف، إلى جانب بناء المطار وترميمه والبدء بإعادة بناء الميناء وتشكيل لجنة للأسرى"، مضيفاً "لكن طرح الرئيس للتهدئة في ذلك الوقت قوبل باتهامات حول أن التهدئة جاءت لوقف المقاومة". وكان عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية وممثلها في مباحثات القاهرة صالح ناصر، أكد إن رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان سيعقد لقاءات مع ممثلي الفصائل بشكل منفرد. وقال ناصر "ستبدأ اللقاءات يوم غد الثلاثاء، وستجري بشكل ثنائي، وستتركز حول التهدئة، ولم تتضح حتى الآن إمكانية عقد لقاء موسع للفصائل المشاركة في حوارات التهدئة". وأكد أن القوى والفصائل استعدت جيداً لهذه اللقاءات، لافتاً إلى أن لقاءات عقدت بين القوى والفصائل في غزة لتنسيق المواقف وتحقيق أوسع إجماع وطني. من جانبها، أعلنت لجان المقاومة الشعبية أن وفدها توجه إلى القاهرة، بعد أن تلقى دعوة رسمية من القيادة المصرية لبحث التهدئة المقترحة. وقال أبو مجاهد الناطق الإعلامي باسم لجان المقاومة الشعبية، إن وفد اللجان سيشمل الأمين العام كمال النيرب ومحمد البابا عضو قيادة اللجان. وأشار أبو مجاهد في تصريحات صحافية إلى أن الوفد سيطرح رؤية اللجان للتهدئة وإمكانية عدم التزام الاحتلال بها، مؤكداً ضرورة أن تؤدي التهدئة إلى وقف العدوان ورفع الحصار. وكان بيان أصدرته الجبهة الديمقراطية أمس قالت فيه "إن البحث سيتناول توفير أسس متوازنة لتحقيق التهدئة، بحيث تكون شاملة ومتبادلة ومتزامنة في قطاع غزة والضفة، ورفض ضغوط حكومة أولمرت للفصل بين غزة والضفة". وأكد البيان أن الوضع الداخلي سيشغل مساحة مهمة في المباحثات وسبل دفع الجهود لتجاوز حالة الانقسام الداخلي الخطير، والذي تغذيه وتستفيد منه إسرائيل. ودعت الجبهة الديمقراطية قيادة حركتي حماس وفتح للتجاوب مع المبادرات الوطنية التي أطلقتها الجبهة الديمقراطية وقوى أخرى، والمبادرة المشتركة التي أعلنتها الفصائل والشخصيات ومؤسسات المجتمع المدني لإطلاق حوار وطني شامل على أساس وثيقة الوفاق الوطنية وإعلان القاهرة.