وشدد بان كي مون على أن الأولوية الراهنة هي "إطعام الجياع" طالبا من الدول المانحة الاستجابة "بشكل عاجل وكامل" إلى الدعوات التي وجهت لجمع أموال. وقال في تصريح للصحافة عقب اجتماعه مع 27 وكالة دولية رئيسية بأن "الأممالمتحدة ستتخذ سلسلة من الإجراءات العاجلة وطويلة الأجل للتعامل مع الأزمة". وكان خبراء دوليون وجهوا خلال مؤتمر مدينة برن السويسرية انتقادات لإنتاج الوقود الحيوي من الحبوب، مطالبين بتعليق هذا الأمر، معتبرين أنه من أبرز العوامل المسببة لأزمة الغذاء الراهنة. ودعا مقرر لجنة الأممالمتحدة الخاصة من أجل الحق في الغذاء جان زيغلر إلى وقف إنتاج الوقود الحيوي لمدة خمس سنوات، موضحاً أنه يعد أبرز العوامل المسببة لأزمة الغذاء الراهنة. وأيد دعوة زيغلر منظمة أكسفام الدولية الخيرية التي أكدت على لسان ممثلها بالمؤتمر سيلين شارفريت، أن إنتاج الوقود الحيوي ليس فقط مسؤولا رئيسيا عن ارتفاع أسعار الغذاء، لكنه انتهاك لحقوق العمالة به والاستيلاء على الأراضي في الدول النامية. وانتقد زيغلر أيضا محادثات تحرير التجارة بمنظمة التجارة العالمية، معتبرا أنها تعمل ضد من يموتون من الجوع. وفضلا عن الوقود الحيوي أرجع الخبراء أول أمس، حسبما جاء في مصادر إعلامية، أسباب ارتفاع أسعار الغذاء أيضا إلى الجفاف في أستراليا وارتفاع تكاليف الوقود والمضاربات في أسواق السلع العالمية، وطالبوا بضمان وصول معونات الأغذية إلى المتضررين بشدة جراء ارتفاع أسعار السلع الأساسية. وكان مؤشر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو" لأسعار الأغذية الذي يقيس أسعار السوق لكل من الحبوب والألبان واللحوم والسكر والزيت أعلى بنسبة 57% في مارس 2008 عنه في نفس الشهر من العام الماضي. وأدى الغضب بشأن هذه الزيادات التي أثرت بشكل أشد قسوة على الفقراء في العالم إلى اندلاع مظاهرات وإضرابات وأعمال شغب في دول مثل الكاميرون وموزمبيق والسنغال وهاييتي وبيرو وبنغلاديش وإندونيسيا وأفغانستان ومصر.