أرجع محللون مسيرة المستويات القياسية التي سجلتها أسعار النفط إلى تأثير مجموعة من العوامل لا سيما المخاوف من تأثير أزمات الشرق الأوسط واضطرابات مناطق إنتاج النفط بنيجيريا على الصادرات فضلا عن زيادة الطلب من الإقتصادات الصاعدة مثل الصين والهند• وعلى الرغم من تراجع الأسعار أمس قليلا، إلا أن محللين يتوقعون أن انخفاضا أكبر محتمل في مخزونات الخام أو البنزين في أكبر مستهلك للطاقة في العالم من شأنه أن يدفع الأسعار نحو مزيد من الارتفاع، حسبما جاء في وكالة الأنباء الجزائرية أمس• وتعززت الأسعار منذ أواخر أفريل بفضل تعطيلات في الإنتاج النيجيري من جراء هجمات المتمردين وإضراب عمالي، الأمر الذي عزز المكاسب التي صعدت بأسعار النفط لنحو ستة أمثالها منذ العام 2002 ضمن موجة صعود في أسعار السلع الأولية عموما• كما تأثرت الأسعار باستمرار أزمة البرنامج النووي الإيراني، حيث رفضت طهران رسميا مجموعة جديدة من الحوافز عرضتها القوى الكبرى، مقابل تخليها عن أنشطة تخصيب اليورانيوم، علما أن إيران هي رابع دولة منتجة للنفط في العالم ويمكنها التأثير على سلامة نقل النفط في منطقة الخليج لا سيما في مضيق هرمز• ويضاف إلى توتر الوضع بين الغرب وإيران توتر آخر في شما العراق بعد تردد أنباء عن تهديد متمردي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق باستهداف القوات والمصالح الأمريكية، بعد استمرار الغارات التي ينفذها الجيش التركي على ما يعتقد أنها مواقع لمتمردي الحزب• ويدعم تزايد الطلب من أسواق صاعدة مثل الصين ارتفاع أسعار النفط بينما يعزز تراجع الدولار من قوة السلع المسعرة بالعملة الأمريكية• وينال ارتفاع أسعار النفط من هوامش أرباح شركات التكرير الأمريكية مما دفع بعضها إلى خفض معدلات تشغيل المصافي وهو ما أججج القلق بشأن المعروض في وقت يقترب أكبر بلد مستهلك للنفط في العالم من موسم الرحلات الصيفية• وانعكس ذلك على أسعار البنزين مما جعل الإدارة الأمريكية تتجه نحو مزيد من الضغوط على منظمة البلدان المصدرة للنفط لرفع إنتاجها بدل الضغط على الشركات النفطية من أجل رفع الطاقة التشغيلية للمصافي•