اختتمت أشغال المؤتمر الثالث لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بإعادة تجديد الثقة بالإجماع في الشيخ "عبد الرحمان شيبان" على رأس الجمعية لعهدة جديدة• وقد تميزت الجلسة الختامية، أول أمس، بالمصادقة على القانون الأساسي للجمعية، وإصدار البيان الختامي الذي جدد التأكيد على الأسس والمبادئ التي تقوم عليها الجمعية، ومن بينها "محاربة الانحراف الأخلاقي والفكري وكل أشكال الظلم والظاهرة الاستكبارية الجديدة، التي تسعى إلى تمزيق ديار الإسلام"• وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد الشيخ "شيبان"، أن جمعية العلماء "أسست لتكون البيت المشترك للجزائريين"، مضيفا أنها "تقوم على أصول صحيحة ومبادئ صريحة"• وفي رده على أولئك الذين يتهمون الجمعية بكونها "اخترقت من طرف مناضلي الأحزاب السياسية وخاصة الإسلامية منها"، أوضح الشيخ "شيبان" أن جمعية العلماء "مع استفادتها من طاقات وكفاءات العناصر التي التحقت بها، لم تذب في الآخرين، ولم تختطف من طرف أي حزب سياسي أو تنظيم اجتماعي"، مشيرا إلى أنها "ظلت محافظة على شخصيتها القانونية ورسالتها التاريخية• كما أوصى المشاركون بضرورة "تجسيد التعاون بين الجمعية ووزارة الشؤون الدينية، لتمكين كفاءات الجمعية من المساهمة في العمل المسجدي لمواجهة التحديات المتعددة، مثل شيوع الشعوذة والغلو والمذاهب الهدامة والتنصير"• وأشاد المشاركون ب"العناية المتميزة" التي يوليها رئيس الجمهورية لذكرى الشيخ "عبد الحميد ابن باديس" في كل سنة، وكذا "رعايته السامية" للملتقى الدولي، تخليدا لذكرى الإمام "محمد البشير الإبراهيمي"، معبرين عن أملهم في أن "تمتد عناية فخامة الرئيس لتمكين الجمعية من نصيبها في ميزانية دعم الجمعيات"• ومن جهة أخرى، شدد المجتمعون على أهمية "الاهتمام باللغة العربية، وإعطائها ما تستحق من مكانة في مؤسسات التفكير والتعبير والتسيير"، داعين إلى "استئناف جهود التعريب التي جمدت"، وهذا "حماية للوحدة الوطنية ودعما للاستقرار السياسي والاجتماعي"• ودعا المشاركون أيضا، إلى "حشد الإمكانات اللازمة ماديا ومعنويا لمواجهة الهجمات المسيئة للإسلام ورموزه في الداخل والخارج"، مشددين على أهمية "إحياء دور الجمعية في العناية بالشباب، من كلا الجنسين وإيفاد البعثات التعليمية للبلدان الشقيقة والصديقة"• وسجل المشاركون في المؤتمر "حضور الجمعية الفعال في الحفاظ على الوحدة الوطنية، لتوفير الصلح وأسبابه، ومدافعة القلاقل والفتن"، مع "حث السلطات المحلية على ضرورة احترام الحريات الفردية ومظاهر التدين، وأن لا يكون الالتزام بالدين عائقا للحصول على الحقوق المدنية للمواطن"•