نفى الشيخ عبد الرحمان شيبان، أول أمس، أن تكون جمعية العلماء المسلمين الجزائريين قد اخترقت من طرف بعض الأحزاب السياسية، في رد على أولئك الذين يتهمون الجمعية بالانسياق خلف أحزاب سياسية إسلامية، وأكد الشيخ شيبان أن هذه الأخيرة قد استفادت من طاقات وكفاءات العناصر التي التحقت بها دون أن تذوب في أي حزب سياسي أو تنظيم اجتماعي، مشيرا إلى أنها ظلت محافظة على شخصيتها القانونية ورسالتها التاريخية. اختتمت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أول أمس فعاليات مؤتمرها الثالث بإعادة انتخاب الشيخ عبد الرحمان شيبان على رأس الجمعية لعهدة جديدة تصل مدتها إلى خمس سنوات، وهذا بعد أن صادق المؤتمرون على قانون الجمعية الأساسي. وقد رد الشيخ شيبان في أول تصريح له عقب إعادة انتخابه على رأس الجمعية على أولئك الذين يتهمونها بالذوبان في بعض الأحزاب السياسية خاصة الإسلامية منها، وكذا بعض التنظيمات الاجتماعية، بالقول إن "أم الجمعيات" استطاعت أن تستفيد من طاقات وكفاءات هذه الأحزاب دون الذوبان فيها، بل إنها على العكس من ذلك بقيت محافظة على رسالتها التاريخية وشخصيتها القانونية لأنها تأسست لتحقيق هدف واحد وهو أن تكون البيت المشترك لجميع الجزائريين. وفي السياق ذاته، دعا البيان الختامي الذي خلص إليه المشاركون في فعاليات المؤتمر الثالث إلى تجسيد التعاون مع وزارة الشؤون الدينية لتمكين كفاءات الجمعية من المساهمة في العمل المسجدي لمواجهة التحديات التي تهدد كيان المجتمع الجزائري كالشعوذة والغلو والمذاهب الهدامة والتنصير، كما شدد البيان على ضرورة حشد الإمكانيات اللازمة ماديا ومعنويا لمواجهة الهجمات المسيئة للإسلام ورموزه في الداخل والخارج، مع حث السلطات المحلية على ضرورة احترام الحريات الفردية ومظاهر التدين حتى لا يكون الالتزام بالدين عائقا للحصول على الحقوق المدنية للمواطن. كما أكد البيان من جهة أخرى على ضرورة استئناف جهود التعريب التي جمدت منذ فترة من أجل ضمان مزيد من الاهتمام باللغة العربية التي تعتبر إحدى شروط الوحدة الوطنية والاستقرار السياسي والاجتماعي. وبعد أن أشاد المجتمعون في بيانهم ب "العناية المتميزة" التي يوليها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لذكرى الشيخ عبد الحميد ابن باديس في كل سنة وكذا برعايته للملتقى الدولي تخليدا لذكرى الإمام محمد البشير الابراهيمي، أعربوا عن أملهم في أن يتم اعتماد الجمعية ضمن ميزانية دعم الجمعيات بهدف إعادة إحياء دورها، ومساعدتها على العناية بالشباب من كلا الجنسين. وتجدر الإشارة إلى أن مؤتمر جمعية العلماء المسلمين الذي جرت أشغاله نهاية الأسبوع الفارط على مدى يومين تم خلالهما مناقشة قانون الجمعية الأساسي وإعادة تنصيب هياكلها يعد ثالث مؤتمر تعقده الجمعية بعد الاستقلال.