تحول افتتاح المؤتمر الثالث لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين الأربعاء بزرالدة إلى لقاء جامع للسلم والمصالحة، اجتمعت فيه شخصيات وطنية وسياسية من العيار الثقيل، وبدت من اللحظات الأولى لافتتاح المؤتمر بوادر ترشيح شيخ العلماء الجزائريين شيبان لعهدة أخرى على رأس الجمعية. وسط تنظيم محكم ونظام قلّ ما عرف المركز العائلي لتعاضدية عمال البناء بزرالدة مثله، تمكن الشيخ عبد الرحمان شيبان من جمع وجوه بارزة من الطبقة السياسية والشخصيات الوطنية الذين لبوا دعوته، مثلما لا يفعلون لغيره، على غرار رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم، رئيس الجمهورية الأسبق الشاذلي بن جديد، علي كافي، رؤساء الحكومة السابقون مولود حمروش، اسماعيل حمداني، بلعيد عبد السلام، طالب الإبراهيمي، وزير الشؤون الدينية غلام الله وممثلي الأحزاب أبو جرة سلطاني، وعبادة عن جبهة التحرير، ومحمد بولحية عن الإصلاح، وزغدود، إلى جانب ممثلي المنظمات الجماهيرية مثل عبادو وأيضا علي يحيى عبد النور وشخصيات أخرى.إلى جانب هؤلاء لم تفوت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين دعوة وجوه بارزة من الحزب المحل كبوخمخم، قمازي وجدي إلى جانب قياديين في جيش الإنقاذ سابقا مثل مصطفى كرطالي ومدني مزراق الذين لبوا كلهم دعوة الشيخ شيبان لمؤتمره الثالث الذي انطلقت أشغاله على وقع النداءات المتعالية للمؤتمرين بحياة الجمعية ووفائها لخط ابن باديس والبشير الابراهيمي تحت لواء شيخها سليل العلماء عبد الرحمن شيبان. رئيس الحركة السابق لما قبل المؤتمر الثالث، والذي يسير الاتجاه نحو انتخابه رئيسا جديدا رغم طلبه التنحي من المنصب لظروف صحية، جدد وفاء جمعيته لخطها ومبادئها المتعلقة بالإسلام والعربية والجزائر، وذكر بالمقومات التي جعلتها تنجح في أداء رسالتها رغم قلة إمكاناتها ومحدودية مصادر تمويلها، الشيء الذي لم يفوت الشيخ الفرصة للحديث عنه ما حد من نشاطها وكبل خطواتها في وقت سابق، خاصة وأنها منعت من النشاط غداة الاستقلال "لو واصلت الجمعية نشاطها بعد الاستقلال لما تعرضت الجزائر لتلك الأزمات التي لازالت آثارها حاضرة حتى الآن، وفتحت الأبواب على مصراعيها لكل مذهب وافد من هنا وهناك". الشيخ شيبان وجه دعوة إلى الجميع بدعم نشاطه "نرجو أن نلقى الدعم المادي والأدبي من المجتمع والدولة"، رافعا صوته بالحيف الذي تعامل به جمعية العلماء المسلمين "مقرها لازال محتلا ومقر نادي الترقي". وفي عرض عام لحال البلاد والعباد لم يفوت رئيس الجمعية مشكلا يتعرض له المجتمع إلا ذكره مثل الآفات الاجتماعية بكل الأنواع بما فيها الإرهاب والجريمة والهجرة غير الشرعية والتنصير وتدني مستوى التعليم وخلوه من الروح الإسلامية والوطنية، إضافة إلى تعرضه للخلاف الجذري بين خط الجمعية والخط العام للزوايا بسبب عودة بدع قديمة وخلق أخرى جديدة وانتشار الشعوذة وكل تلك التصرفات الإسلام براء منها على حد قوله. وعن الأشغال فقد بدأ الأربعاء دراسة تقارير الولايات وفتح النقاش العام في انتظار تواصل الأشغال اليوم التي ستسفر بعد يومين عن انتخاب مجلس جديد سيتطور عدد أعضائه إلى نحو 110 عضو ومكتب جديد ب15 عضوا بما فيهم الرئيس، حيث ينتظر أن يعاد انتخاب شيخ الجمعية عبد الرحمن سبان لعهدة جديدة رغم 91 سنة من عمره، رغم ما أشيع حول خلاف داخلي بين المؤسسين، وقد حضروا كلهم بما فيهم المنسحبين مثل الهادي حسني.