عبد الرحمان شيبان * الجمعية تشيد ببوتفليقة وتؤكد أنها لم تذب ولم يخطفها أي حزب سياسي جدد المؤتمر الثالث لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بالإجماع، الثقة في رئيسها الشيخ عبد الرحمان شيبان لولاية جديدة، حيث منحه المؤتمرون كل الصلاحيات الكاملة في تسيير أمور الجمعية للسنوات المقبلة، في انتظار انتخاب المكتب الوطني خلال الأيام المقبلة.وطلبت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين من وزارة الشؤون الدينية فك الحصار على علماء الأمة وتمكينهم من العمل التربوي والدعوي للمساهمة في تربية المجتمع وتهذيبه وفقا لخطها ومبادئها التي رسمها مؤسسها الشيخ عبد الحميد بن باديس، الأمر المقتصر حاليا على موظفي الوزارة دون غيرهم.وحثت التوصيات صراحة على ضرورة "تجسيد التعاون بين الجمعية ووزارة الشؤون الدينية لتمكين كفاءات الجمعية من المساهمة في العمل المسجدي لمواجهة التحديات المتعددة مثل شيوع الشعوذة والغلو والمذاهب الهدامة والتنصير"، وقد شدد البيان الختامي على أسس الجمعية ومبادئها في "محاربة الانحراف الأخلاقي والفكري وكل أشكال الظلم والظاهرة الاستكبارية الجديدة التي تسعى إلى تمزيق ديار الإسلامّ". ووفاء من جمعية الشيخين ابن باديس والإبراهيمي للمبادئ التي أنشئت عليها الجمعية، دعت التوصيات إلى أهمية "الاهتمام باللغة العربية وإعطائها ما تستحق من مكانة في مؤسسات التفكير والتعبير والتسيير" و"استئناف جهود التعريب التي جمدت".وسجل المشاركون في المؤتمر "حضور الجمعية الفعال في الحفاظ على الوحدة الوطنية لتوفير الصلح وأسبابه ومدافعة القلاقل والفتن"، مع "حث السلطات المحلية على ضرورة احترام الحريات الفردية ومظاهر التدين وأن لا يكون الالتزام بالدين عائقا للحصول على الحقوق المدنية للمواطن"، مثلما حصل من اشتراط نزع الخمار واللحية في صور وثائق الهوية وجواز السفر. ومن ذلك، طالبوا بحشد الإمكانات اللازمة ماديا ومعنويا لمواجهة الهجمات المسيئة للإسلام ورموزه في الداخل والخارج"، مشددين على أهمية "إحياء دور الجمعية في العناية بالشباب من كلا الجنسين وإيفاد البعثات التعليمية للبلدان الشقيقة والصديقة. كما أشاد المشاركون بالعناية المتميزة التي يوليها رئيس الجمهورية لذكرى الشيخ عبد الحميد ابن باديس في كل سنة وكذا "رعايته السامية" للملتقى الدولي تخليدا لذكرى الإمام محمد البشير الإبراهيمي، وعبروا عن أملهم في أن تنال الجمعية نصيبها في ميزانية دعم الجمعيات.وفي رده على أولئك الذين يتهمون الجمعية بكونها اخترقت من طرف مناضلي الأحزاب الإسلامية، أوضح الشيخ شيبان، في كلمة ألقاها عند الاختتام، أن جمعية العلماء "مع استفادتها من طاقات وكفاءات العناصر التي التحقت بها، لم تذب في الآخرين ولم تختطف من طرف أي حزب سياسي أو تنظيم اجتماعي"، مشيرا إلى أنها "ظلت محافظة على شخصيتها القانونية ورسالتها التاريخية". الشيخ شيبان ل "الشروق": "نتمنى أن يحرر مقر الجمعية لأنه معلم تاريخي ملك لكل الجزائريين" مع بداية رئاسته لعهدة جديدة على رأس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، قال الشيخ شيبان في تصريح ل "الشروق" إنه يسأل الله على أن يقدره على تحمل المهمة، مؤكدا انه سيواصل المهمة على نفس المنوال.وأضاف الرئيس القديم الجديد للعلماء المسلمين أن الجمعية "هي ضمير الأمة أسست لتكون البيت المشترك للجزائريين" وأنها "تقوم على أصول صحيحة ومبادئ صريحة" والدليل على ذلك هو "تخليد تاريخ وفاة مؤسسها الشيخ بن باديس في ال 16 أفريل من كل سنة في يوم العلم"، ورغم تأكيده "أننا لا نزعم أننا وحدنا من قمنا بالنهوض بالجزائر" إلا أن شيبان تمسك بدور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في "مواصلة مهمتنا في المجتمع في جميع المجالات التي يحتاجها منا المجتمع". وعن الاستراتيجية التي تعتزم جمعية العلماء العمل بها مستقبلا قال الشيخ شيبان "أهدافنا لن تتغير، فمهمتنا مثل الأول هي توجيهية تهذيبية وإصدار الفتوى ومواجهة الآفات بكل أنواعها والمساهمة في تربية الشباب وتقويم السلوك الخاطئ". لكن كخطوة جديدة انبثقت عن المؤتمر تنوي الجمعية المطالبة بممتلكاتها ومقراتها "المفروض أن يتحرر ويرمم مقر الجمعية، لأنه معلم من معالم الحضارة الإسلامية في بلادنا، ومن حق الجزائريين أن يشاهدوه ويتعرفوا إليه" كما نادى الشيخ بضرورة دعم الجمعية لتمكينها من القيام بمهامها داخل المجتمع. محمد دراجي عضو مؤسس ومستقيل: جمعية العلماء لا بد أن تتميز في فكرها وتستقل بموقفها كتب الدكتور محمد دراجي، عضو مؤسس مستقيل من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، للمؤتمر الثالت يذكّر فيه بمكانة الجمعية وقيمتها في المجتمع.وأكد أن "الانتماء إلى الجمعية يحتم القيام بجملة من البحوث العلمية التأصيلية لتوضيح المنهج العقدي والفقهي ومنهج التغيير الذي تتبناه جمعية العلماء، وتعمل جاهدة لتحقيقه وفقا لما أسماه الشيخ الإبراهيمي (فلسفة جمعية العلماء)". كما حث على ضرورة أن يظل موقفها مستقلا عن الموقف الرسمي تماما مثل وضوح فكرها، لأنها جمعية دعوية احتسابية شعبية لا هم لها إلا خدمة الدين والوطن، بعيدا عن التقلبات الظرفية، وكل ذلك يحمله حسن اختيار الرجال، وإبقاء الجمعية بعيدا عن صراعات الأحزاب الإسلامية التي يحاول كل منها أن تكون الجمعية ملحقا له بدلا من أن تكون رافدا له، حسب المتحدث.