وقد أكد "برنار كوشنر"، أول أمس، في ندوة صحفية عقدها بالقاعة الشرفية لمطار الجزائر الدولي قبيل عودته إلى فرنسا، على برمجة زيارات أخرى لمسؤولين فرنسيين، منهم وزير البيئة "جان لوي بورلو"، ولم يخف "برنار كوشنر" أنه لم يتلق ردا رسميا من الرئيس "بوتفليقة" حول مشاركة الجزائر في مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، رغم اهتمام رئيس الجمهورية بالفكرة، واعتبر وزير الخارجية الفرنسي أن كل الأمل معلّق على قرار الجزائر، ومساهمتها في المشروع قبل انعقاد قمة باريس في 13 جويلية المقبل، للإعلان الرسمي عن الاتحاد من أجل المتوسط، وأضاف أنه لا يمكن حاليا الإعلان عن أي تصريح مادام العمل متواصل على أساس مسودة المشروع• وفي السياق، قال وزير الخارجية "مراد مدلسي" في الندوة التي شارك فيها نظيره "كوشنر"، أن الجزائر فعلا مهتمة بالاتحاد من أجل المتوسط، لأنه مشروع اجتماعي واقتصادي، لكنها ستقوم بمناقشة الأمر في إطار المنظمات والهيئات التي لها عضوية فيها، منها الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي واتحاد المغرب العربي• واعتبر الوزير أن مشكل التطبيع مع إسرائيل غير مطروح بما أن الجزائر مشاركة في مسار برشلونة، ولم يؤدي بها ذلك إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وقال بصريح العبارة "إن مشروع الاتحاد من أجل المتوسط مشروع اقتصادي واجتماعي، ولابد أن يبقى في حدوده"، وأضاف أنه مهما كانت فكرة المشروع مهمة، فإن الأمر يتطلب بحثا وتنسيقا ومشاورات أكبر• وما فهم من أجوبة "برنار كوشنر" على الصحافة، أول أمس، أن فرنسا تعمل جاهدة على تقديم أشياء نظير الحصول على موافقة الجزائر الانضمام إلى الاتحاد من أجل المتوسط، حيث ناقش "كوشنر" في لقاءاته مع المسؤولين الجزائريين من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الخارجية ملفات التعاون، منها التعاون العسكري ، والذي ستوقع اتفاقية بشأنه في الأيام القليلة القادمة، وتطوير الاستثمار الفرنسي في الجزائر، وكذا الملف الذي توليه الجزائر أهمية بالغة والمتمثل في ملف الأرشيف، حيث أكد وزير الخارجية "مراد مدلسي" أن الطرفان قد اتفقا على تشكيل فريق عمل يتكفل بالملف• وبالإضافة إلى ما ذكر، فقد أكد "كوشنر"، أول أمس، عمل فرنسا بعد توليها رئاسة الاتحاد الأوروبي بداية جويلية على تحسين علاقات الجزائر مع الاتحاد بشكل أفضل، ولكنه لم يلتزم بتقديم وعد بمناقشة ملف تسهيل تنقل الأشخاص، وقال أن الأمر يحتاج إلى دراسة وتنظيم لمصلحة الطرفين، مشيرا إلى هدف فرنسا في تحرير وثيقة مشتركة بين دول الاتحاد الأوروبي حول الهجرة، واللجوء من أجل تنسيق السياسات في هذا المجال• ولم يستسغ "كوشنر" فكرة رهن تجسيد الاتحاد من أجل المتوسط بحل كل النزاعات الحالية، منها قضية الصحراء الغربية والقضية الفلسطينية، وقال" لا تتصوروا أننا سننتظر حل كل هذه المشاكل لتجسيد المشروع "، معتبرا أن مشروع "ساركوزي" سيكون بمثابة جسرا بين ثقافة وشعب ضفتي المتوسط•