وكان الرئيس "ساركوزي" قد حضر بنفسه في زيارة خاصة للجزائر، من أجل بحث المشروع مع نظيره "عبد العزيز بوتفليقة"، حيث تخشى فرنسا أن تتلقى اعتراضا من الجزائر عن الانضمام للاتحاد بسبب عضوية إسرائيل فيه، بينما تعول كثيرا على الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به الجزائر في المغرب العربي، وقد تريثت الجزائر كثيرا في الإعلان عن موقفها من مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، الذي لم يوضح "ساركوزي" معالمه، رغم انطلاقه في حملة ترويج واسعة للمشروع، شملت زيارات دولة إلى المغرب وتونس والجزائر ومصر، وقد كلف "ساركوزي" الحصول على تأييد دول الاتحاد الأوروبي إدخال بعض التعديلات على المشروع وافتكاك موافقة من المستشارة الألمانية "انجيلا مركيل" بعد التأكيد على أن المشروع لن يكون بديلا عن مسار برشلونة أو الحوار الأورومتوسطي، وقد جمعت محادثات، أمس، الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" ومبعوث الرئيس الفرنسي وزير الخارجية "برنار كوشنر"، لمناقشة ملفين خاصين، وهما ملف الأزمة في لبنان التي تفاقمت منذ نهاية الأسبوع وبشكل أكبر مشروع "ساركوزي"، وكان للوزير "كوشنر" لقاءا مع نظيره "مراد مدلسي"، حيث قال هذا الأخير في لقاء بإقامة الميثاق، أن تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين وتجسيد مشاريع التعاون الثنائي دليل على تعزيز العلاقات، الذي يبعث على الارتياح• من جهته صرح "برنار كوشنر" لدى وصوله إلى الجزائر، أن زيارته فرصة للتطرق للأمور بصراحة بين طرفين تجمعهما مصالح مشتركة، كما وعد بالمقابل بعمل فرنسا خلال رئاستها للاتحاد الأوروبي قريبا على تحسين علاقة الجزائر مع دول الاتحاد• وعاد "كوشنر" عشية زيارته للجزائر إلى الحديث عن أهم اتفاقية توصل إليها الطرفان، في ديسمبر المنصرم، والمتعلقة بالمجال النووي المدني، مشيرا إلى أن الجزائر من بين أوائل الدول التي أطلقت معها فرنسا تعاونها في مجال الطاقة النووية المدنية"، في انتظار انطلاق العمل على ملفات أخرى، منها مسألة مواقع التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية، والتي قال أنه أنشأ لها فريق عمل مشترك جزائري فرنسي، سيتم تشكيله في القريب العاجل للنظر فيها، وذلك بهدف إبراز الأهمية التي توليها فرنسا للجزائر، رغم أنها تتحاشى الملفات الحساسة، وعلى رأسها الملف التاريخي•