قال وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنر، إن فرنسا ينبغي ألا تدع حقوق الإنسان تملي عليها سياستها الخارجية، وفي مقابلته التي نشرتها صحيفة لو باريزيان عشية الاحتفال بالذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، قال كوشنر "لا يستطيع المرء أن يتخذ قرارا بشأن السياسة الخارجية وهو يفكر في حقوق الإنسان وحدها، من الواضح أن قيادة دولة تبعد المرء عن بعض الأمور الدنيوية الأخرى". وأضاف أنه ليس من الممكن دائما الحكم وفق أسمى القيم مناقضا بذلك ماضيه المدافع عن حقوق الإنسان؛ حيث شارك في تأسيس منظمة أطباء بلا حدود وكان في صدارة العديد من الحملات المدافعة عن الحقوق على مدار عقود، واعتبر وزير الخارجية الفرنسي أيضا أنه ارتكب خطأ بطلبه من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن ينشئ منصب وزير دولة لحقوق الإنسان، موجها ضربة عنيفة للوزيرة التي تحتل المنصب راما ياد، وقال كوشنر "أعتقد أنني كنت مخطئا لطلبي بشأن وزير دولة لحقوق الإنسان... راما ياد بذلت جهدا طيبا بقدر ما تستطيع وبموهبة". وعندما تولى كوشنر منصبه طلب من ساركوزي أن يضيف إلى الحكومة منصب وزير دولة لحقوق الإنسان وتولته ياد التي لم تكن معروفة على نطاق كبير، وواجهت منذ ذلك الحين مشكلات لانتقادها قرارات سياسية للحكومة، وذكرت صحف فرنسية أن ساركوزي تضايق من ياد بسبب رفضها تمثيل حزبه الاتحاد من أجل الحركة الشعبية في الانتخابات البرلمانية الأوروبية العام المقبل.