مكنت زيارة وزير الخارجية الفرنسي السيد برنار كوشنير أمس الى الجزائر من تحديد الجزء الأكبر من خارطة الطريق للتعاون بين البلدين في إطار تنفيذ اتفاق الشراكة الإستراتيجية الموقع بينهما شهر ديسمبر الماضي، وأعلن السيد مدلسي من جهة أخرى عن أول اجتماع للجنة المشتركة خلال زيارة الوزير الأول الفرنسي السيد فرنسوا فيون الى الجزائر قريبا. أنهى وزير خارجية فرنسا السيد كوشنير أمس زيارة الى الجزائر بعقد ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الجزائر السيد مدلسي بالقاعة الشرفية لمطار هواري بومدين الدولي سمحت باستعراض اهم الملفات التي تم تناولها. ومكنت هذه الزيارة من ضبط الشطر الاكبر من خارطة الطريق الخاصة بالتعاون الثنائي بين البلدين في إطار تنفيذ اتفاق الشراكة الإستراتيجية الموقع في الجزائر خلال زيارة الرئيس الفرنسي السيد نيكولا ساركوزي بداية شهر ديسمبر الماضي، وقال السيد مدلسي ان زيارة نظيره الفرنسي سمحت "بتحديد الجزء الأكبر من مجالات التعاون تحضيرا لزيارة السيد فيون الى الجزائر" ليرأس مع نظيره الجزائري السيد عبد العزيز بلخادم اللجنة المشتركة الأولى من نوعها. وفي هذا السياق تحدث السيد كوشنير عن برمجة زيارة لزميله في الحكومة الفرنسية وزير البيئة السيد جون لوي بورلو الى الجزائر الأسبوع القادم قبل زيارة رئيس الوزراء السيد فيون. وعن المجالات التي تم الاتفاق حولها خلال هذه الزيارة ذكر السيد مدلسي عن التحضير لاتفاقيتين الأولى تتعلق بالتعاون في المجال النووي السلمي والثاني يتعلق بالتعاون العسكري، إضافة الى الاتفاق حول ربط جسور تعاون مع المتعاملين الفرنسيين وتمكينهم من الاستثمار في الجزائر والاستفادة من الفرص التي توفرها السوق الوطنية. وفي مجال الحفاظ على الذاكرة اشار السيد مدلسي الى اتفاق يخص تشكيل فريق عمل يهتم بالأرشيف. ولكن هذه الزيارة حسب وزيرا خارجية البلدين كانت بعنوان الاتحاد من اجل المتوسط حيث شكل الملف البارز في المحادثات التي أجراها السيد كوشنير مع المسوؤلين الجزائريين وفي مقدمتهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وأوضح في هذا الشأن ان الرئيس بوتفليقة ابلغه اهتمام الجزائر بالمشروع كونه يهدف إلى تنمية المنطقة المغاربية وابلغ الطرف الفرنسي رغبته في ان تشرك القارة الإفريقية في هذا الاتحاد قصد الاستفادة من مزاياه خاصة ما تعلق بتحقيق النمو. وبعد وصف الدبلوماسي الفرنسي زيارته بالحميمية والمثمرة أشار الى رغبة فرنسا في انخراط الجزائر كليا في هذا المشروع موضحا ان فرنسا لا يمكنها نسج علاقات مع المنطقة المغاربية دون المرور عبر الجزائر وقال "تعتبر الجزائر بوابة المغرب العربي وعلاقاتنا مع المنطقة تبدا من هنا" ونفى في هذا السياق ان يكون قد تم التوصل بعد الى تحديد محتوى مشروع الاتحاد من اجل المتوسط او البلد الذي يحتضن هياكله واوضح ان الأمر لا يزال في مرحلة الانطلاقة وان كل شيء سيتم الفصل فيه في اجتماع القادة الذي سينعقد في 13 جويلية القادم بباريس. واعترف المتحدث بوجود بعض العراقيل لكنه أبدى تفاؤلا كبيرا بحلها خلال القمة المقبلة موضحا ان الهدف من الاتحاد هو تمكين منطقة جنوب المتوسط من نصيبها في النمو وذلك عبر شراكة كاملة مع الضفة الشمالية للمتوسط. وفي سؤال يخص مدى القدرة على بناء هذا الاتحاد في ظل عدم وجود حل للقضية الصحراوية عبّر السيد كوشنير عن امل فرنسا في توصل طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمغرب الى حل سياسي في إطار سلمي بعيدا عن مظاهر النزاع المسلح، وتحدث عن قناعة لدى الساسة الفرنسيين بان المشاكل السياسية لا يجب ان تكون عقبة في تطور المنطقة. ومن جهة أخرى استبعد السيد مدلسي ان يكون الاتحاد الهدف منه تطبيع العلاقات مع إسرائيل وقال"هل مسار برشلونة فتح الباب أمام التطبيع معها". ونفى كذلك ان تكون الجزائر نددت في الجامعة العربية باستخدام حزب الله للسلاح في الأزمة اللبنانية الراهنة واكد ان الجزائر دعت وتدعو دائما الى التهدئة وهي عضو في اللجنة الوزارية العربية التي ستزور قريبا لبنان للقاء الفرقاء قصد انهاء كل مظاهر العنف في هذا البلد.