أوضح الدكتور الطاهر رئيس الجمعية الجزائرية لمرضى القصور الكلوي المزمن أن المريض يلجأ في الكثير من الأحيان إلى الذهاب للمخابر من أجل إجراء التحاليل اللازمة بالرغم من أنه كان من الضروري أن تكون متوفرة في مراكز تصفية الدم التي يبلغ عددها حاليا 230 مركز من بينهم 70 في القطاع الخاص، وهو الأمر الذي قد يودي بحياة الكثير نظرا للوقت الضائع، علما أن تكاليف هذه العملية تصل إلى 7 آلاف دج بالقطاع العام و10 آلاف بالقطاع الخاص ويضرب هذا المبلغ في ثلاث مرات في الأسبوع وخلال 52 أسبوعا في السنة وهو المبلغ الذي تدفعه الخزينة مقابل التكفل بحالة مرضية سنويا• واعتبر أن تقديم وزارة الصحة رخص إنشاء مراكز تصفية الدم لغير المختصين في هذا المجال أدى إلى عرقلة العلاج وليس مساعدة المرضى خاصة وأن معظم هذه المراكز كما يقول تفتقر للتجهيزات الضرورية• وفي ذات السياق أوضح ذات المتحدث أن الجزائر تسجل سنويا ما بين 1500 إلى 3000 حالة جديدة من مرض القصور الكلوي المزمن، فيما يتراوح عدد المصابين بمرض القصور الكلوي بين حوالي 10 آلاف مصاب، وعن أسباب انتشاره أكد الدكتور الطاهر أنها تعود الى تهاون المواطن بالدرجة الأولى في معالجة مختلف الأمراض كداء السكري وضغط الدم ومختلف التعفنات التي تصيب الجهاز التناسلي وعدم اتباعه لحمية غذائية• كما يعود الأمر إلى النقص الفادح للأخصائيين خاصة في الولايات الداخلية -يضيف الدكتور -، مؤكدا أن 200 أخصائي في أمراض الكلى هاجروا البلاد للعمل والإقامة في الدول الأجنبية، في الوقت الذي تعاني فيه مختلف ولايات الوطن من النقص الفادح• وفيما يخص عمليات زرع الكلى صرح بأنه يتواجد في الجزائر حاليا 13 مركزا على المستوى الوطني فيما أجريت 44 عملية زرع كلى خلال الفصل الأول من السنة الجارية• ومن جهة أخرى أكد رئيس الجمعية الجزائرية لمرضى القصور الكلوي أن مرضى الكلى يواجهون عدة صعوبات وعوائق في طريقهم إلى العلاج، فبعد أن يكتشف المريض أن حالته متأخّرة وفقدت كليتاه جميع وظائفها يكون أمام حلّين، إما غسيل كلية بشكل دوري أو زرع الكلى وفي الحالتين يقع في المتاعب، فبالرغم من وجود أجهزة غسيل كلى وإمكانية إجراء عمليات زرع الكلى محلياً إلا أن عدد المرضى في تزايد، وأمام الإمكانيات المحدودة فإن المريض يعيش في صراع من أجل البقاء وهذا أصعب ما في الأمر بالنسبة لمريض يحتاج إلى الراحة والطمأنينة وليس إلى القلق والانتظار والركض للحصول على دوره في الغسيل• كما أعرب بعض المرضى الذين تحدثنا إليهم، عن الصعوبات التي يواجهونها لإجراء غسيل الكلى، علما أن عدد الجلسات المخصّصة لمرضى الفشل الكلوي ثلاث جلسات في الأسبوع منتظمة و4 ساعات في الجلسة الواحدة، مع العلم أن الأجهزة تعمل 24 ساعة على الدوام وهذا سيؤثر على عملها في غسيل الكلى فالساعات التي تعمل بها الأجهزة حسب صناعتها هي 12ساعة فقط، كما أننا في حاجة لفتح عدة وحدات لغسيل الكلى في المستشفى الواحد لامتصاص عدد المرضى وتلبية الطلب•