وأخيرا، استطاع اللبنانيون الاتفاق على وضع حد لأزمتهم التي استمرت 18 شهرا وكادت تعصف بالبلاد؛ حيث تم اتفاق كل من المعارضة والموالاة أمس بالدوحة على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا توافقيا للجمهورية وتشكيل حكومة الوحدة والتوافق على قانون انتخاب وقد جنبت هذه الخطوة اللبنانية في إطار المساعي العربية احتمالات تأزم الوضع وتدخل قوى أجنبية كما لقيت ترحيبا دوليا كبيرا • أعلن رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أمس الاربعاء في الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار اللبناني توصل فرقاء الاكثرية والمعارضة إلى اتفاق سياسي من شأنه أن يضع حدا للازمة السياسية التي يشهدها لبنان منذ أكثر من 18 شهرا• وقال رئيس الوزراء القطري أن الاتفاق ينص على أن يتم انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا توافقيا للجمهورية في غضون 24 ساعة، مع تشكيل حكومة وحدة وطنية والتوافق على قانون انتخاب يعتمد القضاء كدائرة انتخابية• وأضاف أن تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية المقبلة ستلحظ 16 وزيرا للأكثرية و11 وزيرا للمعارضة وثلاثة وزراء لرئيس الجمهورية التوافقي، مع تعهد جميع الفرقاء عدم الاستقالة أو إعاقة عمل الحكومة• وأعلن أيضا أن جميع الأطراف "تعهدت عدم العودة الى استخدام السلاح وإطلاق حوار حول تعزيز سلطات الدولة"• بعد حوالي سنتين•• رفع اعتصام المعارضة من جهته أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أمس الأربعاء في الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار اللبناني في الدوحة رفع اعتصام المعارضة المستمر منذ نهاية العام 2006 وسط بيروت• وقال بري في كلمته خلال الجلسة "هدية لاتفاق الدوحة، أعلن ابتداء من اليوم باسم المعارضة رفع الاعتصام من وسط بيروت"• وبدأ مناصرو المعارضة اللبنانية قبل ظهرالبارحة رفع الاعتصام في وسط بيروت التجاري، وذلك عبر تفكيك الخيم التي كانوا نصبوها• وكانت المعارضة باشرت اعتصامها في وسط العاصمة في الاول من ديسمبر 2006 مطالبة بالشراكة الكاملة في السلطة وبإسقاط حكومة الغالبية برئاسة فؤاد السنيورة• وتجاهلت الحكومة التحرك الاحتجاجي على مقربة من السرايا الحكومية، لكنها أحجمت عن إزالته بالقوة لتفادي مزيد من التصعيد• ترحيب دولي باتفاق الدوحة اللبناني ولقي الاتفاق اللبناني ترحيبا دوليا واسعا؛ حيث صرح سفير السعودية في لبنان عبد العزيز خوجة بأن المملكة تؤيد وتدعم الاتفاق الذي توصل اليه الفرقاء اللبنانيون في الدوحة أمس الاربعاء ومن شأنه أن يضع حدا للأزمة السياسية الحادة في لبنان• وأوضح المعلم "نحن في سوريا نشيد بجهود اللجنة العربية ونؤكد على أهمية التوافق الذي توصل اليه الأشقاء في لبنان" خلال الحوار في الدوحة وتوج بإعلان اتفاق شامل أمس الأربعاء• وأضاف "نأمل أن يكون هذا التفاهم مدخلا لحل الأزمة السياسية في لبنان وسوريا، تدعم كل ما يتوافق عليه الأشقاء في لبنان لأن أمن واستقرار لبنان هام وحيوي بالنسبة لأمن واستقرار سوريا"• وفي باريس رحب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أمس الاربعاء بالاتفاق على مخرج للأزمة في لبنان الذي أبرم في قطر والذي يشكل بحسبه "مرحلة أساسية في إعادة بناء وحدة لبنان واستقراره واستقلاله"• للتذكير، بدأت محادثات الدوحة لمنع لبنان من الانزلاق الى صراع طائفي وإنهاء الأزمة المستمرة منذ 18 شهرا بعد أن تدخلت جامعة الدول العربية الاسبوع الماضي لإنهاء أسوأ قتال داخلي في لبنان منذ الحرب الاهلية التي دارت بين 1975 و1990• وكان حزب الله استخدم قوته العسكرية هذا الشهر لإحباط محاولة من الحكومة لتقليص قوته وسيطر لفترة وجيزة على المناطق التي تقطنها غالبية مسلمة في بيروت في قتال بينه وبين مسلحين موالين للحكومة، الأمر الذي أدى الى مقتل 81 شخصا على الأقل•