أكد قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي سيصبح اليوم رئيس لبنان الثاني عشر، أن عهده سيكون تكريس المصالحة والتفاهم، مشددا على ضرورة تحييد "مصالح الناس" عن الخلافات السياسية. واعتبر رئيس لبنان الجديد أن أجواء الفرح والتلاقي التي سادت لبنان بعد إعلان الاتفاق بين الفرقاء تثبت مجددا أن اللبناني في جوهره تواق إلى التفاهم والاستقرار. وأشار سليمان الذي يعد ثالث قائد للجيش يحتل منصب رئيس البلاد إلى ضرورة الإفادة من الإجماع الإقليمي والدولي على دعم الاتفاق ودعم لبنان، وشدد على أن اللبنانيين يمكنهم تجنب "الأخطار والتعقيدات وتضارب المصالح على غير صعيد إقليمي ودولي" من خلال "التوحد حول أهداف وطنية". وبدوره دعا الزعيم الدرزي وليد جنبلاط أحد أبرز قادة الأكثرية النيابية لضرورة توفير ما سماه بالحماية العربية لاتفاق الدوحة، متهما سوريا بأنها "استفردت" سابقا باتفاق الطائف على حد قوله. وأضاف في تصريحات صحفية أنه في عام 1989 حصل جهد جبار من قبل السعودية، لإيقاف الحرب الأهلية، وكانت التسوية الكبرى المتمثلة في اتفاق الطائف "لكن التنفيذ السوري استبعد الحل العربي واستفرد بلبنان". ومضى جنبلاط يقول "نحن مجددا أمام تسوية عربية بظروف مختلفة عربيا ودوليا، من المهم والأهم المشاركة العربية كي لا تحاول سوريا أو بعض حلفائها في لبنان الاستفراد بالحل الجديد". ووصف جنبلاط الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الدوحة الأربعاء الماضي ب"الإطار الممتاز". وكانت قطر التي رعت الاتفاق قد تعهدت أول أمس على لسان رئيس وزرائها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بمتابعة جهودها لإنجاح اتفاق الدوحة وتكريسه. وقد قوبل الاتفاق الذي وقعه قادة المعارضة والموالاة اللبنانيون في الدوحة بعد خمسة أيام من المفاوضات بترحيب لبناني وعربي ودولي كبير. وفي هذا السياق وصف حزب الله على لسان نعيم قاسم نائب الأمين العام للحزب الاتفاق بأنه "إنجاز هام" ومحطة أساسية طوت مرحلة صعبة ومعقدة استمرت أكثر من عام ونصف. كما أعلنت العشرات من الدول العربية والغربية ومجلس الأمن الدولي عن تأييدهم للاتفاق الذي وضع حدا لحالة العنف التي شهدها لبنان، على مدى أيام عدة، وأثارت المخاوف باندلاع حرب أهلية بالبلاد. وفي هذه الأثناء تتواصل الاستعدادات في بيروت لجلسة البرلمان التي ينتظر أن تعقد اليوم والتي سيتم فيها انتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيسا توافقيا للبنان بحضور عربي رسمي. الوكالات/ واف