لا يمكن لأي كان من متتبعي الكرة المستديرة في بلادنا أن ينكر القفزة النوعية التي سجلتها سطيف خلال السنتين الأخيريتن في مجال العودة مجددا إلى ساحة الأحداث الكروية الوطنية، بعد أن صار النسر الأسود جارحا على المستويين الوطني والإقليمي، وهو اليوم أشهر فريق كرة قدم في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، على حد تعبير رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، وهو صادق إلى أبعد حد في ذلك، على اعتبار أن وفاق الجزائر بطل العرب لثاني مرة على التوالي، بإمكانات أقل بكثير مما تتوفر عليه النوادي الخليجية والمصرية المشاركة في هذه المنافسة، التي تكتسب مزيدا من الرعاية والأهمية من سنة لأخرى• السطايفية صنعوا أفراح الجزائر في ليلة لا تنسى بالبليدة، التي تفتحت ورودها أكثر في عرس أعاد إلى الأذهان أفراح الجزائريين، وهم يسقطون الألمان في خيخون سنة 1982، أو نيل الخضر لكأس إفريقيا للأمم في 1990، وهي المنافسة التي صار ليس من السهل أن تحجز بلادنا مع الأسف الشديد مقعدا لها فيها، والخوف أن لا تحضر أيضا العرس الإفريقي في 2010، ولا حديث عن نهائيات كأس العالم فبلوغها بات أشبه بالحلم في ظل سياسات البريكولاج المتبعة والنكسة التي تشهدها كرة القدم الجزائرية، وتلاعبات مسؤولي نوادي هم اليوم بزانسية باحتراف، أكثر منهم رؤساء فرق أفسدوا الكرة، وجعلوا أشباه نجوم لعب بين أيديهم• "السطايفية رجال" عبارة تردد مساء نهار في شوارع ومقاهي مدننا، بين شبان وحتى شيوخ مسكونين بهاجس الكرة، و نساء في البيوت، فليس من السهل أن تهزم الوداد البيضاوي، الذي يشرف عليه مدرب أرجنتيني داهية ذهابا في عقر داره وإيابا في مواجهة تكتيكية صعبة، وأن تفتك الكأس العربية لسنتين على التوالي من الإخوة السعوديين، الذين كانت لهم لسنوات منذ تأسيسها• كرة القدم الجزائرية التي صنعت أمجادا في الماضي بأفراح صنعها الفريق الوطني وفرق أخرى، أحسنها شبيبة القبائل، نهضتها اليوم في سطيف، فالوفاق يصنع أفراح الجزائريين في كل مكان، واحتل مرتبة مشرفة في البطولة، وفريق الولاية الثاني مولودية العلمة، ضمن، أول أمس، رسميا الصعود إلى حظيرة الكبار عن جدارة واستحقاق، وقبل ذلك وصل اتحاد سطيف الفريق الذي كان صغيرا ينشط ضمن بطولة الرابطات إلى نهائي كأس الجمهورية، فتحية لأبناء عين الفوارة وللفاشلين في مختلف ولاياتنا، خاصة الكبرى منها النكسات والتقهقر•