أرجعت فضيلة الفاروق سبب عدم انتشارها في الجزائر بالمقارنة مع المشرق العربي إلى كون شعوب المغرب العربي "فقيرة تفكر بالخبز أولاً، والأولاد والأمراض وأشياء أخرى بتسلسلها نجد الكتاب في آخر القائمة أو أسقط بالمرة"، وأيضا بسبب مشكل التوزيع في المغرب العربي والعوائق الكثيرة التي تعيق الكتاب، "منها أننا فتحنا سوقاً للكتاب كتجارة أولاً وثانياً كترويج لفكر معين، الكتاب الديني هو المسيطر على السوق خاصة في الجزائر"• واعتبرت الروائية الجزائرية في حوار مع جريدة "الاتحاد" الإماراتية، نشر الخميس الماضي، أن الأنظمة هي التي تريد ذلك، "وإلا كيف نجد مسؤولين في وزارات الثقافة لا يقرؤون ولا يعرفون أكثر الكتاب شهرة في العالم؟ وكيف تمنع كتبنا من الدخول بسهولة فيما كتب تروج للإرهاب نجدها على الأرصفة أحياناً؟"• وتحدثت الروائية الجزائرية عن الجزائر قائلة إنها تشكل لها فضاء خصبا للإثارة والإبداع، لكنها اعتبرت المدن في المغرب العربي الكبير محبطة، وتفتقر لهواء الحرية العليل الذي تنعم به بيروت، "ومع هذا أجدني أكتب عن أمكنة الماضي، بيروت منحتني وهجاً، ودفعاً لأبرز، ولكنها أعطتني دروساً كثيرة في الحياة لم أتعلمها في الجزائر، على هذا الأساس بيروتوالجزائر فضاءان صنعا رؤيتي الروائية وكونا بطاقة هويتي"• وعن اختيارها ل"المنفى البيروتي" تقول الفاروق إنها وجدت فيه الاحترام الذي لم تجده في الجزائر "أحب أن أمشي في الشارع دون أن أسمع كلاماً يخدشني كأنثى، أحب أن أرتدي الثياب التي تعجبني دون أن يتدخل شخص غريب ويعطيني أمراً لأغطي رأسي، لا أحب تلك النظرات الشبقة لي كأنثى، وأكره أن أقف لأوقف تاكسي فيقف لي عشرون حقيراً يدعونني إلى الركوب وكأني عاهرة، هذه بعض الأشياء التي أكرهها في الجزائر، وللأسف وجدت الاحترام في المنفى"• ونفت فضيلة الفاروق أن تكون قد كتبت سيرتها الذاتية بوضوح، ولكنها اعترفت بتوظيف جوانب منها في نصوصها الروائية؛ "لأني كأية امرأة تجاربي في الحياة قليلة ومحدودة، وعلى كل هذه صفة من صفات الأدب النسائي، وهي أيضاً السلاح الذي يوجهه النقاد للمرأة الكاتبة لمحاكمتها بدل قراءتها"• واعتبرت صاحبة "مزاج مراهقة" أن من الطبيعي أن يضع كل مبدع شيئاً من شخصيته في إبداعه، وأن يطعم أدبه بميزات من شخصيته وتجربته، وأن كل الكتاب الذين أثروا فيها بصدق لم يبتعدوا كثيراً عن حياتهم الشخصية، ذاكرة على سبيل المثال الكاتب السوري حنا مينا والكاتب الانجليزي تشارلز ديكنز• وفي سؤال للصحيفة عما ستضيفه بروايتها "تاء الخجل" إلى مدونة الإيروتيكي التي أنتجتها الثقافة العربية، دافعت الروائية الجزائرية عن روايتها بالقول إنها لم تذكر فيه كلمة نابية واحدة، ولم تسم فيها لا أعضاء جنسية ولا وصفاً جنسياً، كل ما هنالك، تقول الفاروق، أنها تتحدث عن الفتيات المغتصبات في الجزائر ومصائرهن المحزنة، ليس لها علاقة بالأيروتيكي أبداً، "رواية صارخة في وجه النظام والمجتمع، حتى أن البعض أسماها رواية ريبورتاجا• وهاجمت الروائية المثيرة للجدل من أسمتهم "المحافظون"، معتبرة إياهم أدوات في "مخطط كبير وحاقد من جهات أكبر لتحطيم البنية الاجتماعية في الجزائر، وتساءلت "هل نحن فعلاً بحاجة إلى من يسمون أنفسهم ''محافظون'' يراقبوننا كيف نمشي وكيف نأكل وكيف نلبس وماذا نقرأ ليرضوا عنا؟ وفيما ينفعنا رضاهم؟"، لتضيف "لم أر ''محافظاً'' في الجزائر يحترم جاره وينظف محيط بيته ويغرس شجرة قربه أو يلقن البذيئين في الشارع درساً في الأخلاق"• وعن المرأة والإبداع في الجزائر قالت بأن المرأة الجزائرية قدمت الكثير وغيّرت واقعنا نحو الأحسن بالرواية، وأضافت "في الجزائر كاتبات رائعات وكتاب رائعون"، ومن الإجحاف الوقوف عند اسم واحد، في إشارة إلى الروائية الجزائرية المقيمة هي الأخرى بلبنان أحلام مستغانمي•