صنفت لجنة من الخبراء الفرنسيين ما يدعى ب "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" كأهم تهديد إرهابي يترصد بفرنسا، وهذا ضمن ما يعرف ب "الكتاب الأبيض"، الذي أعدته ذات اللجنة، بطلب من الحكومة الفرنسية• حيث أشار الكتاب، الذي لم تعلن خلاصته بعد، حسب ما جاء في جريدة "لوفيغارو" الفرنسية، التي تحصلت على وثيقة بشأنه بداية الأسبوع، إلى مجموعة تهديدات أخرى تواجه فرنسا، أهمها الإرهاب العالمي، أوضاع الشرق الأوسط، السلاح النووي والصراعات في آسيا؛ إذ اقترحت اللجنة المؤلفة من نحو ثلاثين خبيرا، على أساس ما توصلت إليه من نتائج "إستراتيجية دفاعية شاملة" تختلف عن تلك المنتهجة منذ خمس عشرة سنة فارطة، كون التهديدات الأساسية ضد بلدها تغيرت• واعتبر الخبراء الإستراتيجيون الإرهاب أخطر تهديد على فرنسا؛ حيث أقروا أنه "ليس لفرنسا دولة عدوة معلنة ولكنها معنية بالإرهاب"، مصنفين ما يسمى ب "السلفية للدعوة والقتال كأخطر كعدو"• أما التهديد الثاني الذي يشير إليه هؤلاء فهو "السلاح النووي"، وخاصة احتمال وقوعه بأيدي إرهابيين "منذ اكتشاف شبكة الباكستاني "عبد القادر خان" عام 2003، حيث تعاظم القلق بسبب عجز الأسرة الدولية عن وقف البرنامج النووي الإيراني"، حسب ما ورد في الوثيقة• وأشار الكتاب الأبيض، إلى الصراعات في الشرق الأوسط من جملة مصادر التهديد ضد فرنسا• ونقلت الصحيفة عن هذا الكتاب القول "لقد زاد على الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي الحرب في العراق والأزمة اللبنانية وارتباطاتها السورية والإيرانية، إضافة لعدم الاستقرار في السعودية ومصر"، وأضافت "إن أوضاع الشرق الأوسط تزداد سوءا"، كما رأى الخبراء أن "الوضع في دول المغرب العربي لم يتحسن منذ سنة 1994، بل على العكس تعززت الشبكات الإرهابية رغم محاولات الإصلاح السياسي في دوله"• وحذر ذات الخبراء أيضا من المخاطر الآتية من آسيا؛ حيث "تعيش تايوان الآن تحت التهديد المباشر للصواريخ الصينية الموجهة ضدها لمنع أي رغبة في الاستقلال، والخلافات الصينية - اليابانية التي تنام حاليا وقد تستيقظ في أي لحظة"، وفق ما قالت الصحيفة• وأضافت "رغم جهود الإدارة الأمريكية لم تسو مسألة برنامج كوريا الشمالية النووي ولا أحدا يستبعد حربا جديدة بين الهند وباكستان "• ومن المنتظر أن يعلن الرئيس "نيكولا ساركوزي" عن محتوى الكتاب في السابع عشر من الشهر المقبل•