تحتضن العاصمة الفرنسية باريس حاليا معرضا يحمل عنوان "جرمان تيليون: مختصة في الاثنولوجيا والمقاومة" تكريما لهذه المرأة التي دافعت عن القضية الجزائرية إبان حرب التحرير الوطني من خلال تنديدها بالتعذيب والتي وافتها المنية يوم 19 أفريل الفارط عن عمر يناهز 101 سنة• ويتطرق هذا المعرض الذي سبق أن احتضنته مدينة ران على مدار ثلاثة أشهر إلى مسار هذه المختصة في الاثنولوجيا والمقاومة التي لم تكف يوما عن دراسة العالم المحيط بها وتحليله والتزامها بمكافحة العبودية والفقر والتعذيب والحكم بالإعدام• ويبرز المعرض حياة جرمان تيليون الحافلة بالكفاحات وإسهام عملها في الاثنولوجيا الفرنسية من خلال عرض أدوات قادمة من المناطق التي قامت الفقيدة بدراستها وصور ورسائل وغيرها من الوثائق• وينتقل المعرض من مهماتها الأولى في مجال الاثنوغرافيا بمنطقة الأوراس خلال الثلاثينيات إلى دراسة وضع المرأة في العالم المتوسطي، مرورا بدورها ضمن أولى شبكات المقاومة وترحيلها إلى مركز اعتقال رافانزبروك وأعمالها حول الأنظمة الاعتقالية وعودتها إلى الجزائر إبان حرب التحرير الوطني• وأشار منظمو المعرض إلى أن "قوة جرمان تيليون كانت تكمن في جمعها بين العمل والتفكير بحيث كانت كل مواقفها ترتكز على تحليل دقيق"• وقد برزت هذه المرأة ابتداء من سنة 1934 من خلال التزامها بمكافحة النازية والظلم والممارسات الاستعمارية التي وقفت عليها في الجزائر• كما وقفت جرمان تيليون إلى جانب العدالة من خلال إدانتها الأعمال الشنيعة التي اقترفها المستعمر الفرنسي إبان حرب التحرير الوطني وسيما التعذيب• وقد سمحت لها أولى مهماتها في الأوراس بالتعرف على شعب كريم ومضياف بالرغم من ظروف حياته الصعبة والفقر المدقع جراء الاستعمار• وفي الفترة الممتدة بين نوفمبر 1954 وفيفري 1955 كلفت جرمان تيليون بالتحقيق حول "الواقع الجزائري" الناجم عن نظام قانوني ناتج عن قانون الأهالي الذي جاء به قانون 26 جوان 1881 والذي كان يهمش الجزائريين في أرضهم• كما نددت بترحيل السكان الجزائريين وباستعمال النابالم من قبل الجيش الاستعماري• وكان لها دور في إنشاء المراكز الاجتماعية التي كانت تتوخى تمكين العائلات الجزائرية من العيش في ظروف "مقبولة"• وفي شهر جوان 1957 عادت جرمان تيليون إلى الجزائر رفقة لجنة دولية لزيارة محتشدات وسجون الاحتلال بالجزائر، حيث اكتشفت أمورا لا يتقبلها العقل فأدانتها بشدة• وفي كتابها "أعداء متكاملون" الذي نشر لأول مرة سنة 1960 وأعيد نشره سنة 2005 تروي جرمان تيليون لقاءاتها مع ياسف سعدي وزهرة ظريف•