توفي صباح ، أمس، الجنرال الفرنسي مارسيل بيجار عن عمر يناهز ال 94 سنة، اقترن اسم بيجار بممارسة شتى أنواع التعذيب خلال ثورة التحرير المباركة وإبان معركة الجزائر بعد القمع البشع لإضراب الأيام الثمانية من 28 جانفي إلى 07 فيفري 1957 بالعاصمة حتى أصبح يعرف باسم سفاح الجزائر على غرار كل من الجنرال جاك ماسو وبول أوساريس وموريس شميث. كان بيجار الذي ولد في 16 فيفري 1916 بتول الفرنسية بدأ حياته موظفا في أحد البنوك، غداة اندلاع الحرب العالمية الثانية وجند للدفاع عن بلاده ، وإثر احتلال باريس من طرف الألمان تم اعتقاله، وبعد الإفراج عنه غادر فرنسا نحو الجزائر ثم أرسل إلى الهند الصينية ضمن فرقة المظليين برتبة ضابط، وشارك في معركة ديان بيان فو. وبعد هزيمة فرنسا عاد من جديد إلى الجزائر للمشاركة في القضاء على الثورة التحريرية، وقاد عدة معارك ضد جيش التحرير الوطني في الشرق الجزائري وأصيب في معركة آرقو بجبال تبسة في صيف عام 1956 بقيادة لزهر شريط. كلف في نهاية سنة 1956 بالقضاء على معركة الجزائر، وأشرف على قيادة الحرب النفسية ضد خلايا المجاهدين في العاصمة، إذ لعب دورا كبيرا في ممارسة التعذيب ضد المناضلين والمجاهدين في معركة الجزائر، حيث استباح كل الممارسات الوحشية القمعية والبوليسية ومظاهر التعذيب لتحقيق أهدافه العسكرية أثناء الثورة التحريرية في الجزائر. وتبقى مدرسة مدرسة »سيروي« الابتدائية بسوسطارة سابقا والتي تحمل اسم »الإخوة زبير « حاليا شاهدة على أبشع الممارسات ضد المجاهدين الجزائريين التي رخص لها السفاح بيجار حيث حولها في صائفة 1957 وهو مدعم بكتيبته، الثالثة للمظليين إلى مركز للتعذيب من منتصف شهر جويلية إلى بداية شهر سبتمبر، مغتنما فرصة خروج التلاميذ في عطلة الصيف. و كانت المجاهدة لويزة إيغيل أحريز قد كشفت في مقال نشرته يومية »لوموند« الفرنسية قبل عشر سنوات يوم 20جوان 2000 كسّرت فيها طابو الاغتصاب وروت قصة تعذيبها من قبل قادة الفرقة العاشرة للمضليين يتقدمهم السفاح بيجار و ماسو اللذين كانا حاضرين في حصص التعذيب، وأوضحت قائلة» ماسو كان عنيفاً وبذيئاً ولم يكن بيجار أحسن منه ولكن الأشنع كان غرازياني، فقد كان منحرفا ويستمتع بالتعذيب لم يكونوا بشرا« وتولى السفاح منصب وزير منتدب للدفاع 1975الى 1976 في عهد الرئيس فاليري جيسكار ديستان كما كان نائبا يمينيا من 1978 إلى 1988. وكان اخر ماصرح به السفاح الفرنسي هو ما جاء على لسانه في حوار مع المجلة الفرنسية»القيم الحديثة«، حيث قال إن »الصداقة بين الجائر وفرنسا ممكنة جدا اليوم، لكن هي مسألة قادة من كلا الطرفين« قبل أن يتطاول ويضيف » لكن المصالحة لا تكون مع رجل مثل بوتفليقة، الحاقد على فرنسا، وكل ما يقوم به ضد فرنسا«. كما راح يحشر أنفه في القضايا الداخلية للجزائر بعدما أشار إلى أن سياسة المصالحة الوطنية التي أطلق عليها »التوبة«، هي تدعيم للتطرف الإسلامي في الجزائر، داعيا إلى استئصال المد الإسلامي بالجزائر لمصلحة فرنسا. وعلى غرار كل أبناء جلدته زعم السفاح الفرنسي الذي استباح عرض ودماء الجزائريين أن للاستعمار الفرنسي فضلا كبيرا على الجزائر وشعبها، متبنيا بذلك قانون العار الذي تبنته الجمعية الفرنسية يوم 23 فيفري2005 ، وجاء هذا اللقاء؛ بعد صدور الكتاب الأخير للمجرم ، والذي حمل عنوان »صفي الأخير«.