توفيت، أول أمس، عن عمر يناهز ال101 عاما المختصة في علم السلالات والمقاومة جرمان تيليون التي عرفت بمناصرتها للثورة الجزائرية وتنديدها بأعمال التعذيب في حق الجزائريين. وقد برزت هذه المرأة ابتداء من سنة 1934 من خلال التزامها بمكافحة النازية والظلم والممارسات الاستعمارية التي وقفت عليها في الجزائر. وقد سمحت لها أولى مهماتها في الأوراس بالالتقاء بالشعب الجزائري، وما بين نوفمبر 1954 وفيفري 1955 كلفت جرمان تيليون بالتحقيق في "الواقع الجزائري"، ورأت أن "هذا الواقع ناجم عن نظام قانوني ناتج عن قانون الأهالي الذي جاء به نص 26 جوان 1881 والذي كان يهمش الجزائريين فوق أرضهم". كما نددت جرمان تيليون بترحيل السكان الجزائريين واستخدام الجيش الاستعماري لقنابل النابالم. وفي كتابها "أعداء متكاملون" الذي نشر لأول مرة سنة 1960 وأعيد نشره سنة 2005 تروي جرمان تيليون لقاءاتها مع ياسف سعدي وزهرة ظريف. ومن بين مؤلفات الكاتبة "الجزائر سنة 1957" و"إفريقيا تنتقل نحو المستقبل" و"البحث عن الحقيقة والصواب"، وهي مؤلفات تعكس التزاماتها التي استمرت فيها بطريقة أخرى بعد الاستقلال. وإلى غاية 1980 بقيت الجزائر والمغرب العربي ضمن إطار البحث العلمي من خلال أعمالها و المساعدة التي قدمتها للطلبة القادمين من هذه المنطقة من العالم. وفي سنة 2000 وقعت على "النداء" من أجل الاعتراف بممارسة التعذيب إبان حرب التحرير الوطني وإدانتها رسميا. وخصص لجرمان تيليون منذ جانفي الماضي بمدينة رين معرض تحت عنوان "مختصة في الاثنولوجيا ومقاومة". وستحتضن العاصمة الفرنسية باريس ذات المعرض في شهر ماي المقبل. وللإشارة نظمت عدة وقفات تكريمية على شرف جرمان تيليون، كما أن جان لاكوتور خصص لها سيرة ذاتية تحت عنوان "الشهادة كفاح".