ونبه التقرير إلى أن تردي الوضع الإنساني في غزة كان نتيجة إعلان الحكومة الإسرائيلية أن القطاع يعتبر كيانا معاديا وما ترتب عن ذلك من تكثيف العمليات العسكرية ضد السكان• ويتعرض الفلسطينيون، وفقا لتقرير اللجنة، لقيود صارمة في تحركاتهم في ظل انتشار أكثر من 500 نقطة عبور وحواجز مرورية على الطرق، بالإضافة إلى زيادة النشاط الإستيطاني وما أحدثه الجدار العازل من تأثيرات على أكثر من 13 % من أراضي الضفة الغربية ومعظمها من الأراضي الزراعية وذلك في انتهاك صارخ وصريح للفتوى الاستشارية الصادرة عن محكمة العدل الدولية الصادرة في عام 2004• وبالنسبة للجولان السوري المحتل، أكد تقرير لجنة تقصي الحقائق أنه وفقا للتقارير الواردة من هناك، فإن الوضع الإنساني لم يتحسن وأن هناك زيادة في عدد المستعمرين بالإضافة إلى تعرض سكان الجولان السوريين لنقص حاد في الموارد المائية والخدمات الصحية وتفشي ظاهرة البطالة وما يترتب عنها من مخاطر اقتصادية واجتماعية• وناشدت اللجنة في تقريرها المجتمع الدولي باتخاذ تدابير عاجلة لمعالجة الوضع الإنساني المتردي في الأراضي المحتلة، مؤكدة أن انهاء الإحتلال ونشر حقوق الإنسان بين سكان الأراضي العربية المحتلة متوقف على إيجاد حل عادل ودائم للصراع العربي - الاسرائيلي• ويذكر أن لجنة تقصي الحقائق في الأراضي المحتلة أنشئت وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 19 ديسمبر عام 1968 وتتجدد ولاياتها سنويا بقرار من الجمعية العامة• وحدد القرار ولاية اللجنة في التحقيق في السياسات والممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان الفلسطيني للسكان العرب في الأرض المحتلة• والأشخاص الذين يشملهم القرار هم السكان المدنيون المقيمون في المناطق التي احتلت إثر الأعمال العدائية التي اندلعت فى جوان 1967 وكذلك الاشخاص الذين كانوا موجودين في هذه الاراضي ثم غادروها بسبب الأعمال العدائية• في هذه الأثناء، تقوم "لجنة تقصي الحقائق" بزيارة إلى مصر أواخر شهر جوان الحالي في إطار جولة تشمل أيضا الأردن وسوريا وتستغرق بضعة أيام• وتهدف الجولة إلى إعداد تقرير حول أوضاع حقوق الإنسان والإنتهاكات التي تمارسها قوات الإحتلال الإسرائيلي في الأراضى العربية المحتلة لتقديمه إلى الدورة الثالثة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تنعقد خلال شهر سبتمبر القادم• ويرأس اللجنة السفير "بريسيد بكاري ويسم"، المندوب الدائم لسيرلانكا في الأممالمتحدة وتضم السفير "حامد علي" مندوب ماليزيا الدائم بالمنظمة الدولية و"موسى باكرلي" مندوب السنغال فى المنظمة• ومن المتوقع أن تلتقي اللجنة خلال زيارتها لمصر، مع عدد من المسؤولين المصريين وأعضاء المجلس القومي لحقوق الإنسان للتعرف على الآراء المصرية وسماع الشهادات بخصوص الإنتهاكات التى تمارسها إسرائيل في الأراضي المحتلة• وكان المجلس القومي لحقوق الإنسان قد أدرج موضوع الإنتهاكات التى تمارسها إسرائيل في قطاع غزة والتي تشمل الإعتداء على كافة الحقوق الإقتصادية والاجتماعية والانسانية كبند رئيسي على جدول أعماله طوال الشهور الماضية، حيث اعتبر قطاع غزة منطقة منكوبة تشهد كارثة إنسانية• ومن المقرر أن يطرح المجلس القومي لحقوق الإنسان على أعضاء لجنة الأممالمتحدة تقريرا حول استمرار إسرائيل في ممارسة انتهاكاتها ضد حقوق الإنسان الفلسطيني وتخليها عن مسؤوليتها القانونية كسلطة احتلال عن توفير كافة الحقوق الإنسانية بموجب اتفاقية جنيف الخاصة بوضعية الشعوب تحت الإحتلال•