أثار القرار الإسرائيلي بمنع إمدادات الطاقة عن قطاع غزة موجة استنكار واسعة لما له من تداعيات خطيرة على سكان القطاع البالغ عددهم مليون و400 ألف نسمة·وعبّر الأمين العام الأممي بان كي مون عن عدم قبوله للإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تشديد الحصار على قطاع غزة المحاصر أصلا منذ جوان الماضي إثر فرض حركة حماس سيطرتها الأمنية· وقالت الناطقة باسمه ميشال مونتا، أن بان كي مون، دعا إسرائيل إلى إعادة النظر في قراراتها وطالب جميع الأطراف المعنيين بحماية المدنيين وبمقابل ذلك جدد دعوته لنشطاء المقاومة الفلسطينية لوقف إطلاق الصواريخ· نفس الموقف عبّرت عنه المفوضية الأوروبية للعلاقات الخارجية بنيتا فيريو فالدنز، والتي أدانت فرض عقوبات تشمل الإحتياجات الأساسية للفلسطنيين وحذرت من عواقب فرض مثل هذه العقوبات الجماعية· وحلت المسؤولة الأوروبية بالأراضي الفلسطينية في زيارة تندرج في إطار الاستعدادات الجارية لعقد المؤتمر الدولي للسلام حول الشرق الأوسط· غير أن العقوبات الإسرائيلية على قطاع غزة فرضت نفسها على أجندة مباحثاتها مع المسؤولين الفلسطينيين· أما القنصل الأمريكي بالأراضي الفلسطينية جاك ولس، فقد أكد مواصلة إدارة الرئيس بوش تقديم المساعدات الإنسانية إلى القطاع عبر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ولا تريد أن ترى كارثة إنسانية في غزة· كما انتقدت موسكو تلك العقوبات، وقال بيان للخارجية الروسية، أن العزلة والعقوبات التي تطال الحاجات الأساسية للسكان المدنيين لن تساعد كثيرا على مكافحة التطرف· في حين حذر الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو من الآثار الخطيرة لمثل هذه الإجراءات التعسفية على الوضعية الإنسانية والصحية للسكان· وكانت إسرائيل قد بدأت الأحد بتطبيق عقوبات اقتصادية على قطاع غزة خفضت من خلالها من إمدادات الوقود إلى هذا الأخير في إجراء قالت أنه جاء ردا على استمرار إطلاق الصواريخ الفلسطينية من غزة التي سبق وأعلنتها، كيانا معاديا· وقد خرج آلاف الفلسطينيين بدعوة من حركة حماس في مسيرات جابت شوارع مدينة غزة دعما للمقاومة الفلسطينية وتنديدا بقرار العقوبات الاقتصادية· وأمام هذا الوضع الخطير لم تجد الحكومة تيسير الأعمال بقيادة سلام فياض، من وسيلة للتخفيف من حدة هذه الإجراءات سوى التأكيد عن استعدادها للسيطرة على المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل لضمان بدء تدفق السلع· لكن ورغم الإدانة الدولية للعقوبات الإسرائلية لوحت إدارة الاحتلال بإمكانية شن عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة لوضع حد لإطلاق صواريخ المقاومة· وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن كل يوم يمر نقترب أكثر من شن هجوم واسع النطاق في قطاع غزة