أغارت طائرات حربية إسرائيلية من طراز "أف 16 " أمس، على مقر وزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة غرب مدينة غزة فدمرته عن آخره· وأدى القصف إلى استشهاد فلسطينية وإصابة 46 شخصا بجروح أربعة منهم في حال الخطر، وفقا لمصادر طبية فلسطينية· كما قصفت الطائرات الإسرائيلية مقرين للشرطة البحرية غرب دير البلح وسط القطاع وفي السوادنية شمال غرب مدينة غزة· ولحسن الحظ تفيد مصادر أعلامية أن المبنى الذي تعرض للقصف خال منذ عدة أشهر بعد تعرضه عدة مرات للقصف· وأضاف أن الانفجار الذي كان قويا جدا واستخدمت فيه طائرات من طراز "أف 16"، أحدث أضرارا كبيرة بالبنايات المجاورة وتسبب بهلع كبير للسكان·وكثفت إدارة الاحتلال الإسرائيلي من إجراءاتها التعسفية ضد قطاع غزة المحاصر أصلا والذي يعيش على وقع هجمات إسرائيلية يومية أدت إلى استشهاد 38 فلسطينيا وإصابة العشرات الأخرين في ظرف أربعة أيام·وفي خطوة تصعيدية أخرى أقدمت إسرائيل أمس، على غلق جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة ومنعت نقل البضائع وعبور الأشخاص، كما قلصت من كمية الوقود الموجهة إلى غزة التي يعيش سكانها كارثة حقيقية·وأكدت وكالة الأممالمتحدة للاجئين الفلسطينيين غوث عدم دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع بعد غلق المعابر· واعتبر كريستوفر غونيس المتحدث باسم الوكالة، أن الحصار المستمر لقطاع غزة لن يزيد سكانه إلا تشبثا به ، في الوقت الذي تسعى فيه المجموعة الدولية إلى إعادة تفعيل عملية السلام·وأكد أن الوضعية في قطاع غزة جد متدهورة إلى درجة أن الفلسطينيين لا يجدون حتى الإسمنت لبناء قبور شهدائهم الذين يسقطون تباعا برصاص جنود الاحتلال· ولكن إسرائيل لم تكفها معاناة سكان غزة التي تزداد يوما بعد يوم جراء عزل القطاع بل واصلت منطقها العسكري بشن توغلات وغارات يومية أدت إلى سقوط المزيد من الشهداء·فقد استشهد فلسطينيان وأصيب أربعة أخرون في غارة جوية جديدة أمس، في شمال غزة وتوغل في مدينة نابلس بشمال الضفة الغربية· وكان أربعة نشطاء من حركة المقاومة الإسلامية استشهدوا ليلة الخميس إلى الجمعة في غارة جوية على جنوب القطاع ليرتفع بذلك عدد الشهداء إلى 38 شهيدا في ظرف أربعة أيام·ولم تبق المقاومة الفلسطينية مكتوفة الأيدي أمام العدوان الإسرائيلي المستمر وردت بإطلاقها لما يقارب 100 صاروخ على جنوب إسرائيل خلال اليومين الماضيين وخلفت أربعة جرحى بمستوطنة ريسديروت، كما أصيب جنديان على الخط الحدودي شرق غزة· وأمام هذه المستجدات الخطيرة لم يجد الرئيس الفلسطيني محمود عباس من وسيلة سوى التنديد والاستنكار وذهب إلى حد التهديد بالاستقالة ووقف مفاوضات السلام احتجاجا على استمرار العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة واستمرار الاستيطان في الضفة الغربية· وقال عباس أن مواصلة المفاوضات في ظل هذا الوضع الخطير يجعل منها أمرا عبثيا·وهي حقيقة لم يكن للرئيس الفلسطيني أن يتجرأ على قولها لولا التصعيد الإسرائيلي في الآونة الأخيرة والذي جعل قطاع غزة ساحة حرب حقيقية· فقد جدد ايهود أولمرت نهاية الأسبوع استمرار العمليات العسكرية إلى غاية وقف إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية القريبة من القطاع، بالرغم من أن تصريحاته لم تؤشر في مضمونها لاحتمال لجوء حكومته لشن عملية واسعة النطاق داخل قطاع غزة على خلفية التحذيرات التي أطلقها مسؤولون إسرائيليون على أن مثل هذا الخيار سيؤدي لخسائر كبيرة في صفوف الطرفين·ولكن أولمرت الذي يمد يدا للسلام وأخرى للحرب يكون قد تلقى الضوء الأخضر من صديقه الحميم الرئيس الأمريكي جورج بوش خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل بمواصلة هذه الاعتداءات· كما أنه يسعى من جهة أخرى إلى توجيه رسالة إلى الداخل الإسرائيلي بعدم زعزعة مستقبله السياسي بسبب فشل عدوانه على لبنان وتورطه في عدة قضايا فساد وأخيرا تؤكد اصابته بسرطان البروستات·وأكثر من ذلك فإن الرجل المريض ينتظره نهاية هذا الشهر، امتحان صعب على خلفية تقديم لجنة فينو غراد لتقريرها النهائي حول خسارة الحرب في لبنان صيف 2006 · وبين هذا وذاك يبقى على الفلسطينيين أن يفهموا الرسالة ويوحدوا صفوفهم لمواجهة التعنت الإسرائيلي·