وكان هذا الملتقى الذي حضره اساتذة من عدة جامعات لمدة ثلاثة ايام كاملة فرصة في عرض آخر نتائج الأبحاث المتوصل إليها في مجال كيفية تسيير النفايات لاسيما المنزلية منها بمنطقة سيدي عيش ببجاية، وهو ما أشارت اليه مداخلة عزيبي من جامعة تيزي وزو، إلى جانب عرض القوانين المنظمة لتسيير البيئة والمحيط على حد سواء والذي اعتبر المسؤولية مشتركة بين مختلف القطاعات بما فيها قطاع الطاقة والمناجم المدعو - حسبهم - إلى ضرورة تبني لاستراتيجية فعالة باعتباره المتسبب الرئيسي في انبعاث الغازات السامة وبالتالي الإضرار بطبقة الاوزون• في حين تطرق الاستاذ شنان إلى مختلف الطرق المعتمدة في تسيير النفايات المختلفة بالجزائر انطلاقا من إعادة بعث المفرغات العمومية عبر البلديات والتجمعات السكنية الكبرى، ما من شأنه ان يضع حدا للتسربات العشوائية لهذه الفضلات التي تصب عادة في العراء مشوهة المساحات الخضراء وأقبية العمارات• كما سلطت مداخلات المشاركين الضوء على واقع المناطق المحمية بالجزائر كما هو الحال بحظيرة القالة التي تعتبر المحمية الثالثة في شمال افريقيا بمساحة 76438 هكتار وجبل الغرة أعلى نقطة فيها 1202م، من خلال وضع ترتيبات عملية لمعالجة نقاطها السلبية والإبقاء على تنوعها البيولوجي، خاصة وأنها تضم أكثر من 964 نوع نباتي و617 نوع حيواني وحوالي 60 ألف رأس من البط، وهي مصنفة من المناطق الرطبة التي تهاجر إليها الطيور فهي بحرية هضبية صحرواية وجبلية إضافة إلى حظيرة بلزمة بباتنة التي يستوجب حمايتها من التلوث خاصة وأنها تتربع على مساحة 26 الف هكتار بها 447 نوع نباتي و309 نوع حيواني منها 59 نوعا محميا، وتعد المكان الوحيد الذي تنمو فيه اشجار الارز على الصخور، حيث يعود البعض منها إلى300 سنة وهي التي تتوفر على 4 انواع من أشجار الارز تتواجد فقط في الهيملايا، وهي منطقة غنية جدا بالآثار وتغطى اشجار الارز فيها 12 بالمائة من مساحتها الإجمالية التي تضاف اليها حظيرة جرجرة التي تعد الثانية على المستوى الوطني بعد حظيرة تيسمسلت (تاسست سنة1923م ) بمساحة قدرها 18850 هكتار، بها أعلى قمة "لالة خديجة" يصل ارتفاعها إلى 2308 متر، وبها 1100 نوع نباتي و155 نوع حيواني، وتعتبر اغنى المحميات بالطيور الجارحة إلى جانب قردة الماغو النادرة، ومعروفة المنطقة باشجار الارز القديمة المسنة• كما حذر المشاركون في هذا الملتقى الوطني من خطورة ظاهرة التلوث التي قد تطال ضفاف سد تاقسبت الذي يمول عدة ولايات من الوطن، ما يستدعى - حسبهم - تنصيب لجان معاينة تتكفل بحراسة هذا المشروع الضخم الذي قد يتحول إلى نقمة في ظل غياب معايير خاصة تحميه من الفضلات المنزلية المهددة لحياة عشرات الآلاف من المواطنين، فضلا عن ذلك دعا هؤلاء إلى ضرورة إصدار قوانين ردعية لحماية البيئة ومعاقبة كل من يقوم بتخريبها مع منع تصريف المياه الحارة الناتجة عن المفاعلات النووية أو مراكز التحلية أو توليد الطاقة إلى الأنهار والبحار مع وضع أجهزة لتنقية الهواء من الغازات والجسيمات خصوصا في الأماكن العامة كالمستشفيات والمؤسسات الرسمية، إلى جانب دعوتهم لإعداد دراسات خاصة حول البيئة وإنشاء مختبرات علمية تتكفل بعملية التلوث البيئي• ويذكر في الأخير أن هذا الملتقى جاء تزامنا والاحتفال باليوم العالمي للبيئة المصادف لل5 جوان من كل سنة، والذي أحيته تيزي وزو بحملة تنظيف تطوعية شاركت فيها بلدية الولاية بالتنسيق مع مديرية البيئة والعديد من الجمعيات الايكولوجية، شملت مناطق اعزيب، احمد، احسناون وبوهينون إلى جانب أماكن حظرية كسوق الجملة وتور فيلا•