أكدت غابريال كيسال المشرفة على مشروع الإدارة المتكاملة للموارد المائية في الجزائر التابع لبرنامج التعاون التقني الألماني - الجزائري أن مشروع الإدارة المتكاملة للموارد المائية في مرحلته الأخيرة الممتدة من 2007 إلى غاية 2009 يشهد حاليا تطورا ملحوظا وسينتهي في أجاله المحددة، حسبما تضمنته مذكرة التفاهم الموقعة مع وزارة الموارد المائية في 18 جوان .1999 وأوضحت غابريال كيسال في تصريح خصت به ''الحوار'' أن البرنامج الحالي للإدارة المتكاملة للموارد المائية يهدف إلى دعم الوزارة بأحدث التقنيات المستخدمة في مجال تسيير وعقلنة استخدام المياه، في إطار ثلاثة ركائز أساسية، شملت تحديث نظام التخطيط المتكامل للموارد التي تتوفر عليها الوزارة بالاعتماد على تقنيات تخفيض تكاليف التسيير المالي للمشاريع الوزارية المسطرة، تحسين طرق التقنين المتعلقة بالأسعار المرجعية للمياه ونوعية الخدمات المقدمة للمستهلك وكذا نجاعة أساليب التطهير المستخدمة عبر مراكز تطهير المياه التابعة للوزارة، إضافة إلى الاستغلال الأحسن للموارد المائية المتواجدة في جنوب الصحراء لاستعمالها في عمليات التزويد اليومي للمناطق الجنوبية للوطن بالمياه. وأشارت المتحدثة في ذات السياق، أن تطبيق برنامج الإدارة المتكاملة للموارد المائية في جنوب الصحراء بالخصوص في منطقة بني عباس كمرحلة أولى من البرنامج قد عرف نتائج ايجابية كبيرة من حيث رفع نسبة التزويد اليومي للمواطنين إلى حدود24 ساعة يوميا، وكذا التوصل إلى ضمان التحسين الملحوظ في نوعية المياه الموفرة عبر كامل المنطقة، في انتظار أن تعمم تجربة واحة بني عباس على باقي المناطق الجنوبية للوطن. وفيما يتعلق بالمناطق الشمالية للبلاد، قالت المتحدثة إن شبكة ''جي تي زاد'' سمحت لحد الآن بانجاز مخطط إطار للتسيير المحلي للمياه وفق طرق تخطيط حديثة تمكنت بموجبه من رفع نسبة الشفافية وسرعة انجاز التعاملات الإدارية ضمانا لتحسين الخدمات الموجهة للمواطن. وعن المشاريع المستقبلية الألمانية في الجزائر، كشفت غابريال كيسال عن رغبة الحكومة الألمانية في تعزيز التعاون الثنائي المشترك بين البلدين عن طريق دعم تواجد شبكة ''جي تي زاد'' التابعة لوزارة التعاون الألمانية في كامل التراب الوطني لمرافقة كافة الأنشطة الوزارية، وكذا عن سعيها في هذا الإطار إلى إبرام عقود شراكة مع قطاعات وزارية مختلفة على غرار وزارة البيئة والسياحة وتهيئة الإقليم، بالنظر إلى التجربة الألمانية الرائدة في مجال حماية البيئة، فضلا عن طموحها في توسيع نشاطات المساعدة التقنية لتشمل مجالات التخطيط، التكوين والمرافقة للعمال والمهنيين، إضافة إلى المساهمة في نقل الخبرة الألمانية على صعيد ترقية إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر.