تباينت مواقف رؤساء دول الجنوب لحوض البحر الأبيض المتوسط حول مشروع الرئيس الفرنسي "نيكولا ساركوزي"، حيث لم تخرج القمة المصغرة المنعقدة أول أمس بليبيا بأي نتيجة تذكر، رغم الخطاب الافتتاحي للرئيس الليبي "معمر القذافي"، الذي تهجم فيه على المبادرة ورفض بشدة انضمام الدول العربية المطلة على البحر المتوسط إلى مشروع "الاتحاد من أجل المتوسط"، الذي وصفه ب "الطعم" و"المهين للعرب"، داعيا إلى التمسك بالجامعة العربية والاتحاد الإفريقي• لم يكشف الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" عن الموقف الرسمي للجزائر خلال المشاورات العربية بالعاصمة الليبية طرابلس حول مشروع "الاتحاد من أجل المتوسط"، والتي جمعته بالعقيد "القذافي" والرئيس التونسي "زين العابدين بن علي" والرئيس الموريتاني "سيدي محمد ولد الشيخ" والرئيس السوري "بشار الأسد"، في حين عرفت القمة غياب العاهل المغربي الذي ناب عنه الوزير الأول والرئيس المصري "حسني مبارك"• وإذا كان الزعيم الليبي يعتبر الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي هما الجهتان اللتان ينبغي أن تقيم أوروبا معها مباحثات بهدف إقامة مشاريع وليس استحداث هيكل جديد يكون تكرارا لمسار برشلونة، فإن موقف الجزائر من المشروع يبقى رهين تصريحات الرئيس الجزائري، الذي لم يبد علنية موقفه من مشروع "ساركوزي" واكتفى لدى عودته إلى الجزائر، ببعث رسالة إلى القذافي "يستبشر كل خير مما خلص إليه الاجتماع من نتائج، وأن تبادل الأفكار الذي جرى سيترجم بتوحيد الرؤية والتنسيق بين الجميع"• وما لم يدلِ به الرئيس، كشف عنه وزير خارجيته؛ حيث أوضح "مراد مدلسي" في تصريح سابق أثناء تطرقه إلى مشروع الاتحاد المتوسطي أن "فرنسا بادرت بهذا المشروع منذ مجيء الرئيس الحالي "ساركوزي"، لكنه مع مرور الوقت أصبح مشروعا أوروبيا واللقاءات تعقد في بروكسل أكثر من باريس ورغم أن الجزائر أبدت بعض التحفظات بشأن غموض في بعض المفاهيم، إلا أنها تعتبره وسيلة لاستكمال مسار برشلونة في انتظار الاطلاع على المضمون"• وتشير بعض المصادر المتابعة لملف "الإتحاد من أجل المتوسط" أن "الجزائر ماتزال تبحث عن توضيحات في العديد من النقاط التي تعتبرها غامضة، كما أبدت تحفظات بشأن احتمال انضمام إسرائيل للمبادرة، ضف إلى ذلك تاريخ عقد هذا اللقاء الذي أراده الرئيس الفرنسي أن يكون بتاريخ 13 جويلية المقبل عشية الاحتفالات بالعيد الوطني الفرنسية• وبالنسبة للمسؤول الأول عن الدبلوماسية الجزائرية، فإن "الانضمام إلى هذا المشروع سيتيح فرصا ثمينة كون أوروبا تحتاج إلى دعم دول المغرب العربي والعكس صحيح وبالتالي يمكن تحقيق تكامل وبإقامة مثل هذه العلاقات يمكن أن تجني الكثير لاسيما في مجال التكنولوجيا والطاقات المتجددة والاستفادة من الخبرات والجزائر تنتظر من المستثمرين الأوروبيين إخراجنا من التبعية للمحروقات"•