اتهم قائد الثورة الليبية معمر القذافي أمس لدى افتتاحه لأشغال القمة العربية المصغرة التشاورية حول مشروع الإتحاد المتوسطي، الإتحاد الأوروبي بتجاهله في دعوته لتأسيس هذا المشروع، لوجود الجامعة العربية والإتحاد الإفريقي وبرغبة بروكسل في تجسيد فضاء الإتحاد المتوسطي في إطار الحفاظ على الوحدة الأوروبية ولكن دون مراعاة وحدة العرب والأفارقة، كما شدد القذافي على التأكيد أن المشروع الذي دعا إليه ساركوزي هو مشروع عابر مثل المشاريع التي أطلقت من قبل• وأشار القذافي في تدخله في القمة التي حضرها كل من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس الموريتاني سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله ورئيس الحكومة المغربية عباس الفاسي، إلى أن مقترح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كان يهدف إلى إنشاء إتحاد متوسطي، إلا أن رفض الدول الأوروبية أن يمس الإتحاد الأوروبي بسوء تغير المشروع ليصبح يسمى بالإتحاد من أجل المتوسط، وأضاف قائد الثورة الليبية أن الأوروبيين الذين قبلوا بفكرة المشروع لم يراعوا وجود الجامعة العربية والإتحاد الافريقي، ككتلتين تجمعان العرب والأفارقة، معتبرا أن وجود الجامعة والإتحاد الافريقي ورغم النقائص، أحسن من الجري وراء مشروع عابر يشبه المشاريع الأخرى كمسار برشلونة، ومجموعة ال 5 +5 وفكرة الجوار وغيرها• وأوضح القذافي أن السنين مرت ولم يتحقق شيء من هذه المشاريع التي قال أن الدول العربية والإفريقية لن نجني منها شيئا، ولذلك يعتبر قائد الثورة الليبية أن الدول العربية لن ترفض التعاون إذا كان على أساس بعض المبادىء السامية والمشتركة مثل تحقيق السلم والاستقرار ومحاربة الإرهاب ولكنها ترفض أن تشارك في مشروع الإتحاد من أجل المتوسط على حساب الجامعة العربية• وذهب القذافي بعيدا في إتهامه للمبادرين بالمشروع، حيث أشار إلى أن الدول الأوروبية عمدت لجلب الدول العربية إلى إنشاء مشاريع كطعم، وقال في هذا الإطار نحن لسنا جياعا ولسنا كلابا نجري وراء العظام فنحن دول غنية بالنفط والغاز وأوروبا هي التي تحتاجنا وليس نحن• وللإشارة فإن افتتاح القذافي لأشغال القمة التشاورية، أعقبته جلسة مغلقة للقادة المشاركين في القمة، تم تتسرب عنها أية معلومات ولم يتضح الموقف الذي اتخذه الزعماء العرب في هذه القمة• يذكر أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أجرى محادثات مع القائد الليبي معمر القذافي قبل أن يتوسع اللقاء إلى رؤساء تونس وموريتانيا وسوريا• والجدير بالذكر أن أخبارا كانت قد راجت أمس تفيد بحضور الرئيس المصري حسني مبارك للمشاركة في القمة، وكانت هذه الأخبار قد تحدثت عن وساطة ليبية بين مصر وسوريا غير أن الرئيس المصري لم يحضر وتبقى أسباب ذلك مجهولة•