استقبل الزعيم الليبي معمر القذافي مساء الخميس في مدينة سرت الأمين العام للإليزيه كلود غيان الموفد الخاص للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وأفادت وكالة الأنباء الليبية بأن اللقاء يندرج في إطار التشاور بين الزعيمين حول منطقة المتوسط والاتحادين الأفريقي والأوروبي. ومن المرجح أن يكون سبب الزيارة الرئيس هو محاولة إقناع طرابلس بمشروع الاتحاد من أجل المتوسط الذي رفضه الزعيم الليبي في افتتاح القمة العربية المصغرة في العاشر من جوان الجاري، وذلك قبل أسابيع فقط من الموعد المقرر للإعلان عن قيام الاتحاد. وتأمل فرنسا أن يحضر زعماء جميع الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط القمة التي سيتم خلالها الإعلان عن قيام الاتحاد في باريس في 13 جويلية، لكن هناك شكوكا بشأن ما إذا كان القذافي والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة سيحضران، مع أن أي غياب سيسبب حرجا لباريس. وقال مكتب ساركوزي إن رئيس موظفي مكتب الرئيس الفرنسي كلود غيان ناقش خطة الاتحاد المتوسطي مع القذافي، علاوة على التعاون النووي واتفاقات الأسلحة التي تم توقيعها مع طرابلس في ديسمبر ، وتولي فرنسا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي على مدى ستة أشهر اعتبارا من أول جويلية. وذكر مكتب ساركوزي في بيان "ركز الاجتماع مع العقيد القذافي على العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية وأفريقية إلى جانب مشروع الاتحاد من أجل المتوسط" مستخدما الاسم الرسمي للمشروع. وسخر القذافي من مشروع الاتحاد من أجل المتوسط في وقت سابق هذا الشهر ووصفه بأنه "إهانة لنا"، وقال "نحن لسنا تابعين لبروكسل، فالجامعة العربية عاصمتها القاهرة والاتحاد الأفريقي عاصمته أديس أبابا، إذا أرادت أوروبا التعاون فلتأت إلى الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي". واقترحت فرنسا العام الماضي إنشاء الاتحاد المتوسطي لتعزيز العلاقات مع الجيران الجنوبيين للاتحاد الأوروبي ودعم التعاون بشأن التجارة والأمن والهجرة. وتخشى الدول العربية أن يتضمن الانضمام إلى اتحاد تشارك فيه إسرائيل تطبيعا ضمنيا للعلاقات معها.