ما هو شعورك وأنت تظفر بالجائزة الأولى لعلي معاشي للمبدعين الشباب؟ اختياري من بين 563 شاعر هي بمثابة شهادة واعتراف أعتز بهما خاصة وأنها تتويج لمسيرتي المتواضعة خاصة وأن الجائزة هي برعاية رئيس الجمهورية، كما أعتبرها كذلك تتويجا لاسم شاق من جيل السبعينيات وهو دليل على أن رحم الثقافة في الجزائر لازالت ولادة• حدثنا قليلا عن ديوانك الشعري "مثلا" الذي نلت عنه الجائزة؟ ديوان "مثلا" يتكون من 14 قصيدة هي مخاض تجربتي في شعر التفعيلة، ويتضمن قصائد مباشرة، وأخرى غير مباشرة بمعنى أنه على قارئها أن يستكشف المعاني الحقيقية لها من خلال من وراء عباراتها، أهمها قصيدة "فاتحة الجبين" التي تتحدث عن الشخص الذي يتنازل عن شخصيته الحقيقية هروبا من النقص الذي يشعر به تجاه نفسه، كذلك قصيدة "الدالية"، تصف إنسانا هو أشبه "بالدالية" أو شجرة العنب وهذه بعض الأبيات منها: أصلها ثابت ومداها طليق، وإذا تنحني تنحني تنتهي عالية، وقصيدة "للرؤى تفاصيل أخرى" قمت فيها باقتباس من القرآن الكريم، حيث وظفت بعض معاني سورة "يوسف" أتحدث فيها على لسان زليخة زوجة الملك، وكذلك قصيدة "نغني على وقع الموت" وفيها لمسات صوفية عن الدقائق الأخيرة لغرق "الحراق"• يبدو أنها تجربتك الأولى؟ هذا صحيح هو الديوان الأول الذي أقوم بطبعه وكل ما كنت قد كتبته من قبل مزقته، لهذا سميته "مثلا"، ومثلا في اللغة العربية تعرب بحسب ما قبلها أو ما بعدها وأردت أن أقول كذلك إن كل كتاباتي السابقة كانت كتابات تجريب وأن اللاحقة منها ستكون كتابات تأسيس• هل تحققت رؤيتك لنفسك فعلا من خلال هذه التجربة التي تقودها لأول مرة؟ المرآة العادية نرى فيها وجوهنا الفيزيولوجية أما أوراق الديوان فرأيت فيها ما وراء وجهي• ما رأيك في الحركة الشعرية لدى هذا الجيل؟ في اعتقادي أن مشاركة 563 شاعر في المسابقة دليل على وجود أسماء شعرية مميزة في الولايات الداخلية خاصة لكن لم يسعفها المجال ولا الحظ إعلاميا للبروز والظهور على الساحة الوطنية، إلا أن هذا لا يمنعنا من القول إنه سادت فكرة سلبية في الوسط الإبداعي الأدبي الجزائري في الآونة الأخيرة، وهي اتجاه العديد من الشعراء في الفترة الراهنة إلى كتابة الرواية ظنا منهم أن اسم الروائي أكثر جاذبية من اسم الشاعر، إلا أن هذا لا يمنع من القول إن الشعر في الجزائر والمغرب العربي أخذ الريادة مقارنة بالمشرق العربي• بالإضافة إلى إبداعاتك الشعرية فأنت إعلامي بأسبوعية المحقق؟ هذا صحيح أنا صحفي بإذاعة المحقق وأنتج وأقدم برنامجا بالإذاعة الثقافية• هل خدمتك موهبتك الشعرية في أدائك الصحفي بنوعيه الإذاعي والكتابي؟ على خلاف من يرى أنهما مكملتان لبعضهما البعض أرى أنها مثل "الضراير" الزوجة الأولى هي الصحافة والإبداع هو الزوجة الثانية، ثم نحن الإعلاميين دائما نظلم الإبداع فينا ويسطو عليه قلم الإعلام• كيف ترى العمل الصحفي في الأقسام الثقافية بشكل خاص طالما أنك رئيس القسم الثقافي بأسبوعية المحقق؟ العرف السائد بشكل عام في الصحافة الوطنية هو تبجيل الأقسام الأخرى، هذا إلى جانب كون الصحف التي تصدر يوميا تفتقد إلى الكتابة المتخصصة بمعنى أن الصحفي في القسم الثقافي يكتب في المسرح والسينما والموسيقى وفي كل المجالات المتصلة بالثقافة• ماذا عن طموحك الإعلامي؟ التكريس لاسم رشدي رضوان كاسم إعلامي شعري•