وكانت ولدت في الثاني والعشرين من جويلية 1942 في بروسيا الشرقية درست الأدب العربي وآداب اللغات المنحدرة من اللاتينية• وكان اهتمامها باللغة العربية مرتبطاً بحبها للأدب العربي الذي قرأته أساساً مترجماً إلى الفرنسية أو الإنجليزية وتخرجت عام 1965، واشتغلت في البداية مترجمة مرافقة للوفود• وبهذه الصفة تمكنت من الذهاب إلى القاهرة، حيث حصلت على منحة لدراسة اللغة العربية في مصروأقامت فيها سنة، عمقت فيها معرفتها باللغة العربية، وتعرفت على الكتّاب الشباب آنذاك جمال الغيطاني وابراهيم أصلان ويوسف القعيد وصنع الله إبراهيم• وتمكنت من جمع المواد اللازمة لكتابة رسالة الدكتوراه التي كانت في موضوع "فن القصة القصيرة المصرية الحديثة"• وحين عادت إلى برلينالشرقية عملت أستاذة لمادة "نظرية الأدب" في جامعة هومبولت•• ولم تكن الترجمة المهنة الأساسية في حياتها، لكنها من طريقها اكتسبت الشهرة• بدأت الترجمة كهواية• كانت أولى تجاربها عام 1977 في ترجمة قصص قصيرة ليوسف إدريس، بالمشاركة مع مصطفى ماهر وهورست لوتار تيفيلايت مارست دوريس كيلياس الترجمة بعشق• وتفرغت لها، خصوصاً في السنوات العشر الأخيرة، على رغم أن المردود المالي كان في حدود كفاف اليوم• صحيح أنها ترجمت 40 كتاباً، ولكن في 30 سنة• وكانت دقيقة في العمل• تبحث وتسأل الأصدقاء، خصوصاً عندما يتوغل النص في العامية بعيداً من اللغة الفصحى التي درستها قبل سنة ونصف زرت دوريس كيلياس في منزلها في برلين للمرة الأخيرة• كانت متعبة من داء السرطان الذي أصابها• لكنها كانت مفرطة في التدخين وشرب القهوة وقالت: "أنا الغريقة فما خوفي من البلل"• لم يوجعها المرض بقدر ما آلمتها قلة اكتراث النقاد الألمان بجهد المترجمين• ولدى وداعها حمّلتني أمنية إلى المؤسسات الثقافية العربية لحضها على دعم الترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأجنبية "خصوصاً أنّ دولة أوروبية صغيرة مثل بلغاريا تنفق الكثير لدعم الترجمة وتخصص جوائز لذلك"•