لم تفلح تنسيقية النقابات المستقلة من الوصول إلى قصر الحكومة بعد الخطة التي تبنتها قوات الأمن من خلال اعتمادها على أعوان بالزي المدني الذين امتلأت بهم كل المنافذ المؤدية إلى البريد المركزي وهو المكان الذي اتفقت عليه التنسيقية للاجتماع ثم التنقل إلى قصر الحكومة؛ حيث شرع أعوان الأمن في توقيف جميع المشتبه فيهم وتفتيشهم للتأكد من انتمائهم إلى التنسيقية وقد استطاعوا في بداية الأمر توقيف الأوجه البارزة في التنسيقية كالمنسق الوطني لتنسيقية أساتذة التعليم الثانوي والتقني "مزيان مريان" ورئيس نقابة الصحة العمومية "الياس مرابط" بمن فيهم المكلف بالإعلام على مستوى نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية "عمراوي مسعود" الذين تم اقتيادهم إلى مراكز الشرطة• كما استطاع أعوان الأمن توقيف العشرات من النقابيين الذين تدخلوا لإطلاق سراح زملائهم دون حدوث أي تجاوزات كما كان عليه في الاحتجاجات الفارطة، بعد تعرض العديد منهم إلى الضرب من طرف قوات مكافحة الشغب• وقد استمر تواجد أعوان الأمن وبعض النقابيين الذين كانوا برفقة نائب في البرلمان للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية السيد "بسباس" أمام البريد المركزي إلى غاية حدود الساعة الحادية عشرة والنصف، حيث تحصلوا في الأخير على تطمينات مفادها أن جميع النقابيين الذين تم توقيفهم سيتم إطلاق سراحهم في حدود منتصف النهار• "بسباس" يعد النقابين بطرح سؤال شفوي لرئيس الحكومة حول الحرية النقابية عبر "بسباس" خلال تواجده أمام مركز البريد عن تضامنه الصادق مع النقابات المستقلة بعد أن وعدهم بطرح سؤال شفوي لرئيس الجمهورية حول واقع الحرية النقابية ولغة الحوار في الجزائر والاستشهاد بتعامل مصالح الأمن مع تنسيقية النقابات المستقلة منذ شروعها في تنظيم تجمعات أمام البريد المركزي، مشير إلى أنه كنائب في البرلمان من حقه أن يساند النقابات المستقلة بدافع الحق وليس انتقاما من الحكومة، مضيفا أن لجوء الحكومة إلى اعتراض النقابات في إيصال صوتها إلى مسؤولها الأول "عبد العزيز بلخادم" كدليل صارخ على أن السلطات العمومية لا تملك إرادة سياسية للتخلي عن لغة الخشب وفتح أبواب الحوار والنقاش بين كل الأطراف الفاعلة سواء من جانب إطاراتها أو الإطارات النقابية•