طوقت قصر الحكومة ومنعت المتظاهرين من الوصول إليه القبعات الزرق تقمع إحتجاج الوظيف العمومي بالهراوات منعت أمس، قوات الأمن، مدعمة بعناصر مكافحة الشغب والقبعات الزرق، بتعليمات من وزارة الداخلية، عمال الوظيف العمومي المتظاهرين بساحة البريد المركزي بالعاصمة، من الإقتراب نحو قصر الحكومة بشارع الدكتور سعدان. وتعرض العمال المتظاهرون الذين حاولوا تنظيم مسيرة نحو رئاسة الحكومة، إلى الضرب بواسطة العصي والدفع إلى الوراء والقمع على أيدي اعوان مكافحة الشغب، الذين طوقوا جميع المعابر والمنافذ والسلالم المؤدية نحو قصر الحكومة. منعت قوات مكافحة الشغب والتخريب، المتظاهرين من التقدم خطوة واحدة نحو شارع الدكتور سعدان، حيث رئاسة الحكومة، وذلك تنفيذا للأوامر التي تلقتها بمنع المتظاهرين من العبور إلى شارع الدكتور سعدان، وليس قصر الحكومة فحسب. وشارك في التجمع الاحتجاجي، أكثر من 600 موظف من مختلف أسلاك الوظيف العمومي، قدموا من جميع الولايات، وقطع المتظاهرون حوالي 100 متر مشيا على الأقدام نحو قصر الحكومة، مطالبين باستقبال ممثلين عنهم للتفاوض معهم، إلا أن قوات الأمن سارعت إلى التدخل لقمع المحتجين من خلال محاصرتهم في مكانهم وتخويفهم بالهراوات. ولجأت وزارة الداخلية والجماعات المحلية حسب ما أكده أحد عناصر الأمن ل "الشروق اليومي" إلى تجنيد أكثر من 250 عنصر من قوات مكافحة الشغب، مدججين بالعصي والهراوات لتفريق المتظاهرين، إضافة إلى أعوان الشرطة والأمن الوطني بالزي الرسمي الذين طوقوا شارع الدكتور سعدان من جميع الجهات، في حين توغل عدد هائل من عناصر الأمن بالزي المدني في أوساط المتظاهرين. كما حاصرت قوات الأمن، ساحة البريد المركزي وشارع الدكتور سعدان بالعاصمة من جميع النواحي تحسبا لأي طارئ قد يؤدي إلى انفلات الوضع أو أي انزلاقات. لا للحڤرة والميزيرية.. لا لتفقير الموظفين.. نعم لحماية القدرة الشرائية رفع المتظاهرون شعارات كتب عليها "لا للحقرة والميزيرية.. لا لتفقير الموظفين.. لا لإفقار العائلات البسيطة.. نطالب بحماية القدرة الشرائية للموظفين.." وغيرها من الشعارات. وقام أعوان مكافحة الشغب بسد كل المنافذ والممرات بواسطة أطواق وأحزمة أمنية، وعندما حاول المتظاهرون التسرّب عبر منفذ شارع الإدريسي الذي يمكن من خلاله اختصار الطريق نحو قصر الحكومة، تدخلت قوات الأمن بالعصي والهراوات لتخويفهم ودفعهم إلى الوراء، مما أدى إلى تساقط المتظاهرين على السلالم الأرضية لشارع الإدريسي الرابط بين ساحة البريد المركزي وساحة الدكتور سعدان، وسط الإزدحام الكبير للمحتجين. وشوهد الأستاذ صالحي عبد الرزاق، من بومرداس، وهو يتلقى عدة ضربات بالهراوة على ظهره من طرف عناصر مكافحة الشغب، عندما حاول اختراق الطوق الأمني الذي شكله عناصر الأمن كحاجز بين شارعي الإدريسي والدكتور سعدان، الأمر الذي أثار غضب المتظاهرين، وكاد يتسبب في نشوب مواجهات بين الموظفين المتظاهرين والأمن، خاصة عندما تم إعتقال موظف آخر قدم من وهران بسبب محاولته تجاوز الطوق الأمني كذلك، قبل أن يتم إطلاق سراحه بعد وساطة من بعض الموظفين، وأصيبت موظفة أخرى، وهي أستاذة في قطاع التربية، بانهيار عصبي شديد، بسبب دفعها إلى الوراء من طرف اعوان الأمن، حيث بدأت تبكي وتصرخ في وجههم مما أدى إلى تدخل اعوان أمن بالزي المدني لتهدئتها وسط فوضى عارمة. واستمر التجمع لمدة تفوق الساعتين، من العاشرة صباحا إلى غاية منتصف النهار، عندما بدأ العمال يغادرون جماعات وفرادى. وقررت النقابات التي نظمت الإعتصام، عقد اجتماع تقييمي لحركتهم الإحتجاجية بحضور القيادات الوطنية لنقابات السناباب، الكلا ، الكناباست، النقابة الوطنية لعمال التربية، النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين وتنسيقية الأساتذة المتعاقدين، لاستشارة القواعد النقابية من جديد لتصعيد الحركة الإحتجاجية. جميلة بقاسم