أكد التقرير أن الشباب هم أكثر فئة تقع ضحية هذا الإدمان وما يترتب عليه من معضلات، وفي سبيل الحصول على المخدر تحدث الرشوة والسرقة والدعارة والاختلاس، وعند التخدير يقع القتل والاغتصاب وكل الخبائث، كما يرتبط حقن المخدرات بالإيدز والتهاب الكبد الفيروسي• وأكد تقرير الأممالمتحدة ارتفاع معدل تعاطي الكوكايين في أوروبا وخصوصاً في صفوف الفئات المهنية والمتعلمة، وأن وسائل الإعلام تتعامل مع تعاطي المشاهير للمخدرات بطريقة غير نقدية، وهو ما يوجه رسائل متضاربة للفئات الشابة• ويكشف تقرير المخدرات أن 54 ألف شخص ماتوا في بريطانيا بسبب المخدرات في المدة بين 1985 و2004م، وبلغ العدد في عام 2000م وحده أكثر من 3500 حالة، وتم الإبلاغ عن 400 حالة وفاة ناجمة عن تعاطي الكوكايين وحده العام الماضي بأوروبا طبقاً لوكالة مكافحة المخدرات التابعة للاتحاد الأوروبي• وقد أظهر تقرير الوكالة ارتفاع عدد متعاطي الكوكايين في دول القارة الأوروبية إلى 4•5 مليون نسمة في العام الماضي، وهذا الرقم يمثل زيادة بمقدار مليون نسمة عن عام 2006م• 5 بالمائة من سكان العالم متعاطون أما عن التعاطي فهناك أكثر من 200 مليون شخص أي 5 بالمائة من إجمالي سكان العالم من الفئة العمرية بين 15 و64 عاماً استخدموا المخدر لمرة واحدة على الأقل خلال العام الماضي• ويعتبر الحشيش من أوسع المخدرات استعمالاً، حيث يقول التقرير "إن عدد المتعاطين له يناهز 160 مليون، أما متناولو مشتقات الأفيون، فيصل عددهم إلى 16 مليوناً يمثلون نحو 4 بالمائة من سكان العالم، بما في ذلك 10,5 ملايين يتعاطون للهيروين المستخرج من الأفيون• وتقدر الإحصاءات وجود نحو 14 مليون نسمة يتعاطون الكوكايين بنسبة 3 بالمائة من إجمالي السكان• ويقدر عدد المتعاطين للعقاقير المخدرة بنحو 9 ملايين متعاط، أي بنسبة 2 بالمائة من سكان العالم من الفئة العمرية 15 65 سنة، وتسجل أوروبا أعلى نسبة بأكثر من 3 ملايين نسمة• وأورد التقرير أن إنتاج أفغانستان من الأفيون عام 2006م تزايد بنحو 50 بالمائة من العام الذي سبقه، ليرفع الإنتاج العالمي من المادة إلى معدل قياسي جديد• وساهمت أفغانستان العام الماضي بنحو 92 بالمائة من إجمالي إنتاج العالم من المادة المخدرة، وتوسعت مناطق زراعة المخدرات في البلاد من 257 ألف فدان عام 2005م إلى 407 آلاف فدان العام الماضي• أما الأكثر خطورة فهو أن هذه الإحصاءات المتوفرة لا يتوافر مثلها في العالم النامي والمتخلف وغالبية بلداننا العربية والإسلامية من ضمنها، وبالتالي فأخطار رصد الإدمان لدى العرب والمسلمين غير واضحة وحجم المشكلة غير مرصود رغم أنه ملموس، مع تزايد حالات الفقر والبطالة ولجوء الشباب المحبط اجتماعياً وسياسياً للمخدرات، وما يرتبط بكيفية الحصول عليها من جرائم ومشكلات اجتماعية• 322 مليار دولار حجم التجارة والخطير أن تقرير الأممالمتحدة عن مخدرات العالم كشف أيضاً عن أن قيمة التجارة الدولية في المواد المخدرة قد وصلت إلى 322 مليار دولار أمريكي سنوياً وهو أكبر من الناتج المحلي لحوالي 90 بالمائة من بلدان العالم• وأكد التقرير ثبات سوق المواد المخدرة والعقاقير المنشطة خلال عام 2007م على مستوى العالم، حيث سجلت عمليات المكافحة تقدماً ملحوظاً، وأشار إلى أنه خلال العام تم ضبط أكثر من نصف الإنتاج العالمي من الكوكايين، وربع مخدر الهيروين، وهذا في 131 دولة تمثل 1,5 مليون حالة مصادرة لشحنات مخدرة في العام الماضي• أما عن تهريب الأفيون، فهناك ثلاثة مسارات دولية رئيسة، تُعَدّ المسارات الأفغانية أهمها، حيث تقوم بمد دول الجوار خاصة الشرق الأوسط وإفريقيا• وتأتي دولة ميانمار (بورما) كثاني المعابر التي يتم عبرها تهريب الأفيون إلى الصين وأستراليا، بينما تحل المكسيك كثالث المسارات التهريبية لدول الأمريكتين وكندا• وقفة على أخطارها الاجتماعية•• المخدرات تصيب البشر وتؤدي إلى وفاتهم وتستنزف كفاءتهم بالأمراض الجسدية والنفسية والعقلية• وتشير الدراسات الاجتماعية إلى بعض العوامل وراء تعاطي الشباب للمخدرات منها التفكك الاجتماعي، وانتشار البطالة وشيوع الفقر، واغتراب الشباب وتهميشهم، والدور الهدام لوسائل الإعلام وبخاصة المرئي كالتلفزيون والسينما وأشرطة الفيديو والكمبيوتر والإنترنت، والتي تستهدف الترفيه عن طريق الإباحية، والتي تتضمن مواقف تشجع على الإدمان بصورة مباشرة وغير مباشرة؛ مما يثير في نفوس الكثير من الشباب والمراهقين غريزة الفضول وحب التقليد• ويكفي أن نعلم أن أوروبا تصرف سنوياً 36 مليار يورو على محاولة تقليل العرض والطلب للمخدرات على أرضها تاركة أصل المشكلة في أرضنا التي من الممكن أن يتغير وجهها تماماً بجزء من هذه الأموال•