وفي إحدى المرات دعاه هذا المغترب للقيام بنزهة معه على متن سيارته، وطالبه أثناء جولتهما بممارسة الفعل المخل بالحياء عليه المغامرة التي انتهت بمقتل المغترب وبإدانة الشاب بالمؤبد، فيما سلطت عقوبة ثلاث سنوات سجنا نافذا على شريكين له اشتريا من عنده أشياء مسروقة ملك للمغترب، فيما تم تبرئة المتهم الرابع في القضية• بدا المتهم صريحا منذ البداية أمام هيئة محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر العاصمة، على الرغم من التهم المنسوبة إليه برفقة 4 متهمين آخرين، والمتمثلة في جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار قصد السرقة وجنحة إخفاء أشياء مسروقة وعدم الإبلاغ عن جناية، حيث اعترف هذا الشاب الذي لا يتجاوز الآن 24 سنة من العمر بكل من اقترفه من أفعال، وذكر أمام هيئة المحكمة بأنه تعرف على الضحية وهو مغترب ثلاث سنوات قبل وقوع حادثة القتل، كونه كان حرفيا في السراميك، قصده هذا المغترب في إحدى المرات طالبا منه أن يصنع له شيئا ليقدمه كهدية لأحد أقاربه المتواجد خارج أرض الوطن، "لتتوطد العلاقة بيننا، أضاف المتهم، وتبادلنا أرقام هواتفنا النقالة، وأصبحنا نتصل فيما بيننا تارة، ونخرج مرة أخرى معا على متن سيارته (الضحية) الذي هاتفني مساء الجمعة الرابع أوت 2006، ودعاني للقائه بحجة أن يقدم لي هدية بمناسبة عيد ميلادي المصادف ل 31 جويلية من كل سنة، إلا أنني رفضت الفكرة في بادئ الأمر يؤكد الشاب المتهم، إلا أنه أمام إلحاحه أقنعني، واتفقنا على موعد اللقاء والذهاب على متن سيارته باتجاه مدينة برج الكيفان لتناول المثلجات هناك، إلا أن الضحية اقترح علي - أضاف المتهم بعد لقائنا - تغييرالوجهة نحو مكان آخر، ما جعلني مباشرة أفكر في حقل جدي تتواجد به إحدى البنايات المهجورة، ولما وصلنا هناك أضاف المتهم بأن الضحية بدأ يلامسني طالبا مني ممارسة الفعل المخل بالحياء رفضت في البداية ولكن لم أتمالك نفسي ورضخت للأمر الواقع، وأوضح المتهم بأنه بعد مرور بعض الوقت، حاول الضحية ممارسة الفعل المخل بالحياء علي، ما جعلني أدفعه بعيدا عني، إلا أنه هاجمني بقوة، مما اضطرني إلى الدفاع عن نفسي باستعمال طريقة اليابسة (خنق الضحية بواسطة يدي على مستوى الرقبة)، ما أدى به إلى سقوطه أرضا"• واستدرك قائلا " ظننت في بادئ الأمر بأنه أغمي عليه، إلا أنه عاود الكرة وهاجمني من جديد مما دفعني إلى ضربه بواسطة الحجارة على مستوى الرأس"، ليقاطعه رئيس الجلسة ولمذا خنقته بسرواله؟ مستدلا بما ورد من تصريحات أدلى بها المتهم أمام مصالح الضبطية القضائية، إلا أن الشاب أنكر ذلك جملة وتفصيلا وأوضح بأنه لم يكن ينوي خنق الضحية بالسروال بل لأجل إيقاف نزيف الدم، واستطرد التهم قائلا بأنه استقل سيارة الضحية بعد الحادثة واتجه إلى المرادية بالعاصمة واعترف بأنه سرق هاتف نقال الضحية وحقيبته التي بها نقود وكل ما كان يوجد بالسيارة التي سلمها لأحد شركائه في العملية الذي طالبه في إحدى المرات بالبحث له عن سيارة ذات لوح ترقيم أجنبي، مؤكدا أمام هيئة المحكمة ردا على سؤال قاضي الجلسة حول سبب اختياره هذا الشخص بالذات، بالقول اخترت هذا الشخص كونه يملك مستودعا كبيرا لتصليح السيارات، بغرض تسليم هذه السيارة لأقارب الضحية، فيما أوضح بأن هاتف نقال هذا الأخير باعه لأحد الأشخاص (متهم هو كذلك في هذه القضية)• النائب العام وأثناء مرافعته تطرق للأفعال المنسوبة إلى المتهمين الأربعة، والتمس تسليط عقوبة الإعدام ضد المتهم الرئيسي، وبعقاب المتهم الثاني بخمس سنوات سجنا نافذا و20 ألف دج غرامة مالية، وعام حبسا نافذا للمتهمين الآخرين• وقضت محكمة الجنايات بمجالس قضاء العاصمة بعد المداولات بإدانة المتهم الأول بالمؤبد وبتسليط عقوبة ثلاث سنوات سجنا نافذا ضد متهمين اثنين، وبرأت المتهم الآخر من الجرائم المنسوبة إليه•