كشفت أمس شقيقة الراحل مصطفى العقاد في سياق الحديث عن مآثر أخيها المخرج الكبير صاحب فيلم "الرسالة" أنه كان يملك ملكة من العلم وسرعة البديهة جعلته يقفز بدرجتين ويتفوق على زملائه في الدراسة بمرحلتين وهذا لذكائه الحاد والخارق، حيث كان مولعا بالسينما وبالأفلام منذ صغره، وكان يقوم بتحريك صور من الورق على أساس أنها أفلام أو أحداث مشاهد ويصنع كاميرات بالكارتون ما أكسبه شهرة في مدينة حلب• قالت الدكتورة ليلى العقاد شقيقة مصطفى العقاد إنه كان يفكر في انجاز فيلم "الرسالة" بمدينة اسمطبول بحكم أصل والدتهما التركي، إلا أن الظروف شاءت دون ذلك• وأضاف خلال الندوة الصحفية التي عقدت أمس حول الراحل وفقيد السينما العربية مصطفى العقاد، رفيق دربه ورئيس لجنة التحكيم للمهرجان الفنان الكوميدي دريد لحام، أن اسم العقاد كان دائما مرتبطا بالعربية رغم إقامته في أمريكا والعديد من الدول العربية ولم يغير اسمه، ورغم منع فيلمه "الرسالة" من البث في الكثير من البلدان العربية لم يمنع ذلك من وصوله واختراقه معظم البلدان الأجنبية بعدما أعيد تصوير الفيلم بالفرنسية• وأكدت ل"الفجر" الدكتورة ليلى العقاد أن السينما العربية لن تتمكن من إنجاب مخرج آخر في مستوى العقاد ولن يكون له خليفة، لأنه من الصعب إيجاد مخرج آخر خليفة لمخرج لفيلم "الرسالة" و"صلاح الدين" بعدما تم ترجمة أعماله وأفلامه إلى 20 لغة• وكان العقاد يحلم أن ينجز فيلمه الأخير الذي لم ينته منه إلا أن الموت اختطفه في قمة عطائه الفني، حيث واصل ابنه إنجاز فيلم "هلوين" الذي أحرز على المرتبة الثالثة في مهرجان أفلام بأمريكا• وبالنسبة للأفلام الجزائرية أكدت ليلى العقاد أن اللهجة تشكل حجر عثرة أمام تطلعات السينما الجزائرية نحو الارتقاء، بل لو كانت الأفلام الجزائرية تنجز باللغة العربية لكان أفضل بكثير لأن اللجهة الجزائرية كلمتها سريعة وغير مفهومة• وبالنسبة لآخر كلمة كان يرددها العقاد قبل وفاته أنه كان يقول "قليل من الغضب يا عرب"، على أساس أن الشعب العربي غاضب وذلك لا يساعد على تطوير الصنعة السينمائية من منطلق الأوضاع التي كانت تتخبط فيها المجتمعات العربية، حيث كان حلمه إنجاز مدينة سينما لإنتاج أفلام وتصديرها إلى مختلف دول العالم•