اعتبرت خليدة تومي في لقاء أجرته مع جريدة "الوطن" السورية، خلال تواجدها بسوريا في إطار الأيام الثقافية الجزائرية بدمشق الأسبوع الماضي، أن سبب التأخر الذي تشهده الحالة الثقافية في البلدان العربية، وحيادية دورها لا يتعلق بالثقافة في حد ذاتها ولكن ذلك يعود، حسب رأيها، إلى التطور والتغير الذي جرى على المجتمعات العربية مثلما حدث في الدول المتطورة ، لكن الاختلاف بيننا، تضيف، يكمن في أن الحكومة في الدول الغربية هي التي تأخذ على عاتقها هذه المسؤولية عبر وزارة الثقافة التي يكمن دورها في دعم وخلق الأجواء للمبدعين والمثقفين للإنتاج الفكري• وأضافت تومي أن هذا الدور لا يقتصر على وزارة الثقافة فقط ولكن بمشاركة وزارة التربية التي تأخذ الدور الأساسي في المجتمعات الغربية في المطالعة، البحث العلمي وزيارة المتاحف التي تعتبر من الأولويات في برامج التدريس في المنظومة التربوية الغربية، كما أن المنظومة التربوية مبنية على إجبار التلاميذ على قراءة عدد معين من المؤلفات لأدباء أوروبيين وغربيين وحتى الاطلاع على ترجمات لبعض الأدباء العرب• كما أشارت المتحدثة إلى أن الإقبال على المطالعة هو نجاح على المستوى الاقتصادي أيضا، فرغم أن الكتاب منتوج ثقافي إلا أنه في نفس الوقت منتوج اقتصادي يستفيد منه المؤلف والناشر والمعلن، على حد تعبيرها• وتطرقت وزيرة الثقافة إلى الدور الذي يقوم به الإعلام في الثقافة من خلال الترويج للكتاب في الصحف والأماكن الإشهارية للكتاب، إضافة إلى مؤسسات الإذاعة والتلفزيون من أجل بيعه وتسويقه ليصل هذا الكتاب إلى القارئ من منطلق أن الكتاب هو منتج ثقافي ولكنه في نفس الوقت بضاعة اقتصادية• وبالعودة إلى الدول العربية ترى المتحدثة أننا نجد أن هذه المنظومة غير موجودة لغاية الآن وهناك عدد قليل جداً من وزراء الاقتصاد الذين يعرفون أن الكتاب منتوج اقتصادي لأنهم لا يقرؤون• وفي الأخير أبدت الوزيرة تفاؤلها بإمكانية وجود نهضة وتطور في الدول العربية فيما يتعلق بالثقافة، وهو ما تجسد في الجزائر من خلال طرح شعار "تثقيف السياسة والاقتصاد"•